الأحد، 28 ديسمبر 2014

( توتي ليس اسطوره ) !!



                                               - مُـــقـــدمـــة

غريبه بعض العقول كيف تستطيع تقمص بعض الادوار في اوقاتٍ معينه من هذا الزمن ثم كـ طين الصلصال تتشكل كيفما تريد وحيثما تشاء ، تصوّر لك المواقف مثلما تتخيلها ، تحاول اقناعك بشيء تعتقد انه عباره عن حقائق مرئيه ، لكن في الحقيقيه هي مجرد احلامٍ عابره لا يشاهدها الا في خياله ، او بعبارةٍ اخرى ، يرسمون الواقع بدقةٍ متناهيه ، وعند الوصول الى نقطة الهدف ، يتم تغيير الواقع بحيث يتناسب مع فكرتهم الجديده ، لا توجد اي استراتيجيات او معايير واضحه ومحدده ، كل ما في الامر ، اُقنعك بان الواقع خيال ، وان الخيال حقيقه على ارض الواقع !


                                        ( تـــوتـــي لــيــس إسطــــــورة ) !!

تلك بعض الامور التي يحاول بعض ( السُذج ) اقناعك بها ، بحجة عدد البطولات ، رغم انه بنفسه يعترف ان البطولات لا تُحدد نجوميه اللاعب ، النصف الاول في غرّة هذه الفقرة يُنافي النصف الآخر ، لكن بحسب فكره مُعتقده لا يراه كذلك ، ايمانه بالشق الاول لتبرير اوضاع بعض نجومه المفضلين ، وفي الشق الثاني لاقناعك بمحدودية امكانيات نجمك المفضل ، مما يتضح للعيان ان تلك العينه تتخذ من بعض التفاصيل سبباً في انتقاد ما لا يصح انتقاده ، النجم يصنع نفسه في الملعب ، يكوّن لنفسه اسم و سمعه وشهره ، لا تصنعه البطولات والمنصات ، كلما استمعت لتلك النقاشات شعرت بانقباضات روحي لدنائه طريقه التفكير التي استشعرها ، لو كانت النجوم تُقاس بالبطولات لاصبح فالديس اعظم من بوفون ، و اربيلوا افضل من مالديني ، وامثال توريس يتفوقون بسنين ضوئيه عن باجيو و ديل بييرو!

ليس هناك زمن يخبرك بعدد لحظات حياتك ، وليس هناك منبّه ينذرك باقتراب نهايتك ، كل شيء في هذه الحياه انت تصنعه ، بامكانك ان تصنع شيئاً عظيماً من العدم ، وفي ذات اللحظه بامكانك ان تهدم شيء جميل لتوّه اكتمل ، العقل هو من يتحكم بكل شيء ، هو من يفكر ، يتخيل ، يكوّن لك الصور الحقيقيه لكل ما يدور بداخله ، احسن استخدامه كما يجب ، ولا تكن سفيهاً يسمع القول من هذا ويردده مثل الببغاء ، قد يكون هناك شخص لا تُحبه ، واحياناً تصل الى درجة كرهه ، وذلك امر اعتبره غريزي ، الحب والكره من الله وحده ، لا يمكن لاي شخص ان يتحكم به ويغيره طالما ان الله قد حكم و قدّر ذلك ، لكن الله لم يقل اظلم هذا ، ولاا تُنصف ذاك ، انظر للامور بروّيه وكل حياديه ، ولا تجعل التعصب يُظهرك امام العالم حقيراً سفيهاً لا يعرف شيئاً سوى الذي يسمعه من الناس ويرده دون ادنى فكرة عما يقول ، اكره و لا تُحب ، ولكن إياك واستغفال عقلك !


                                         ( سيء خُلق ، لا يستحق انصافاً ) !!

تلك افكار الرماديه التي تؤذن بقدوم عُهر فكري لا يجب ان تستمر بيننا طويلاً ، حيث انها تزرع النبته الفاسدة ، التي تُفسد اخوتها بدلاً من اضفاء بعض النقاء عليها ، ونقل الحيويه اليها كما يفعل الجميع ، سيء الخُلق ليس بالضروره ان يكون غبياً ، فاشلاً ، منبوذاً بين طبقات المجتمع ، فـ الخُلق طبع ، يتطبّعه الانسان من تجاربه في الحياه ، لا يؤثر على عقله بالسلب او بالايجاب ، قد يمنح العالم صورة ايجابيه و جميله عن الشخص نفسه ، لكن انعدامه بالطبع لا يُنقص منه ، هو ميزه تُضاف اليه ، ان سحبتها لا تُنقص من قيمه وقدر الشخص نفسه ، مثلاً اللاعب الخلوق المعدوم الموهبه لن بُعطيك ما تريد وتنتظر في الملعب ، الاخلاق وحدها لا تصعد بك الى منصات التتويج بالبطولات ، لكن الموهبه وحدها بامكانها ان تفعل ذلك ، داخل المستطيل بامكانك ان تُثني وتنتقد من تُحب ، لكن خارجه لا يحق لك ذلك ، لان تلك حياة شخصيه تعود للشخص نفسه ولا علاقه للناس بما يفعله وينطق به ، داخل الملعب هو مُلزم بتقديم ما يُطلب منه ويأمل به الكثير من الناس ، اما خارجه ، لا يحق لاحد ان ينتقد سلوكياته وتصرفاته طالما هي بعيده كل البعد عن المستطيل الاخضر ..


الانغلاق داخل دائره التعصب يُعميك ، لا يجعلك تبصر ما يجب عليك ان تراه وتشاهده ، والنظر الى الامور بحكمه وتروي ، يجعلك توازن الاحداث بميزان العقل ، الذي لم يخطئ يوماً ويرجح كفة احدهم على الاخر ، باختصارٍ شديد و دون الاطاله في الحديث ، من ينتقص من لاعبٍ بعينه بحجة اخلاقه ( مفلس رياضياً ) وغير قابل للنقاش ، ومن يمجد ويعظم اخلاقاً دون النظر والالتفات للموهبه ، يثبت للعالم اجمع ان الاخلاق لا تعنيه ابداً ، و لكن هدفه كان واضحاً من البدايه ، شنّ بعض الحملات على بعض الاشخاص لايهام الناس بشيء غير حقيقي و واقعي ، وتحويله لسببٍ ما الى شيء رئيسي او ( غرفه ) يتم الدخول من بابها الى عالم ( خالف تُعرف ) !!



                                                ( خــــــاتــــمــــه )   ه     

توتي اسطورة عظيمه لا يمكن ان يكررها التاريخ مرتين ، يحبه الكثيرين ويكرهه الاكثر ، ربما بسبب وفائه !؟ رفضه لمُعظم انديه اوروبا العريقه !؟ او حتى استمراريته بنفس الرتم والاداء وهو يشارف على عقده الرابع ، او ربما بسبب اعتزال او رحيل معظم اساطير الانديه و بقائه هو كما بدأ صغيراً ، من فريق المدينه الى فريق الشعب ، توتي وُلد في روما ، ولا يزال في روما ، وسيستمر في روما ، حتى عند اعتزاله سيعتزل في روما ثم يعمل ادارياً في روما ، عندما يضحي اللاعب بكل شيء من اجلها ، هي ايضاً تقدّر التضحيات وتضحي من اجله ، وفي نهايه حديثي اكتفي بقول المعلق العظيم و الكبير عيسى الحربين ، عندما قال عنه ذات يوم : 



                                            ( مسكين اللي ما عنده توتي ) !! 



اخوكم // محمد العجمي @iLRe10 

الجمعة، 26 سبتمبر 2014

27-9 موّلد الإمبراطوريه . . روما . . أحرقها نيرون . . وأعاد توتي إعمارها !






# مــــقــــدمــــه . .




مُنذ بدايه هذه الحياه ، يفتح الطفل عيّنيه ليُبصر واقعه المُنتظر ، تتشكل آمال وتتكون أحلامه يوماً تلو الآخر ..

ووتبلور معها جزيئات هذه الحياه ، فيعيش أفراحها تارةً ، ويتذوق أحزانها تارةً اخرى ، وهكذا تدور الحياه ..


كل شيء مُنذ البدايه يكون بطريقةٍ فطريه وغريزيه ، بِمَ يعيش ، كيف يفرح ، وبأي طريقةٍ يحزن ، كل شيءٍ مُقدّر ..

لا يملك خياراً سوى الإنقياد خلف مؤشرات القلب ، هي من تحدد طرقه ، ثم تحدثه بصوتٍ خافت ، إسلكها !


بعض المناسبات يحدثك فيها قلمك ، ما خطبك يا صديقي ؟ تلك المناسبه المنتظره هل من المعقول قد نسيتها؟

هل يُعقل أن تتركها تمر من بين ثناياك مرور الكِرام ؟ إن كان الامر كذلك لا يُفسره الا سببين لا ثالث لهما ..


إما أن تكون شخصاً آخر أنا شخصياً لا اعرفك ، وإما أن تكون قد نزعت قلبك وعقلك لذلك لا تُدرك أهميه اللحظه ..

هلّم إلى اوراقك ، ودعني أقفز بين أصابعك ، وأطلق العنان لمشاعرك ، نتشارك سوياً طريق تلك الرحله !



 


في السابع و العشرين من سبتمبر وُلد رجلاً هُناك في روما ، قيل انه في يومٍ ما سيكون ذو شأنٍ عظيم ، لكنها كانت مُجرد أقاويل يتداولها الناس فيما بينهم ، على غِرار ما كان يحدث في سابق العصور ، ولكن هذه المره لم تكن مجرد أحاديث عابرة ..


هذا اليوم كان يوماً مُقدّس بكل ما تعنيه الكلمه من معنى لكل أبناء روما ، معها وُلد ذاك الرجل الذي عمّر روما ومعه عاشت أياماً جميله وإزدهرت ، بعدما حرقها نيرون في يومٍ ما وأهلك كل شعبها ، ذاك الفتى أعاد إعمارها وإحتوى شعبها بفؤاده الكبير ..


معه أشرقت الشمس ، وزّعت أشعتها على قلب العجوز ، وعلى خد المُسن ، إحتظن القمر طفلاً ، فكانت له الكواكب تبتسم لتُحدثه " أكمل إبتسامتك يا بُني ، ليس حلماً ، ولا خيالاً ، ولا تشوبه الخزعبلات ، بل واقعاً أجمل من الحلم ذاته ، عيشه اليوم ! " ..


كان يُحدث الشوارع ، هل فعلاً كُنتِ تنتظريني؟ فيُكمله الناس " ألم تعلم ذلك ؟ " .. فلم يكن يُجيب ثم يستمر بسرد اسألته ، أجبني من فضلك " هل فعلاً كُنتم تحلمون بي ؟ " .. فيصمتُ الشارع طويلاً ، ويلتف الناس بأكملها حول ذلك الفتى اليافع ليستمعوا ..


وبعد وقتٍ طويل ترد كل الشوارع في آنٍ واحد وبصوتٍ واحد " أنت من خبأته في أحظاني يوماً ، وأنت من أخرجته للناس دوماً ، وأنت من سيكون مُستقبلاً ، ذا شأنٍ وذا رفعةٍ وسيذكرك الناس انك هرمٍ وتسود اُناسٍ وقوماً " ..


إبتسم الشاب ثم بدأ يخطو خطواته للأمام ، تلك الكلمات أثرت كثيراً في نفسه ، بدأ يثق بنفسه ثم يُفكر ، إنهم يحملون آمالاً كبيرة عليّ ، وربما نفسي لا تتحملها ، ماذا عساي أن افعل؟ هل تعلم؟ الرجال لا يتراجعون سأمضي وأرى ما يُخبئه لي زماني !


بدأ الشاب يمضي وإتجه إلى ذلك المعلم الجميل ، إنه الكولسيوم ، تجوّل في أنحائه ليرى ما يُخبئه بين جدرانه وخلف نوافذه ، فرأى عجوزٍ مُسن هُناك في أقصى تلك الزاويه ، قال له " ما جاء بك إلى هُنا يا بُني ، هل كنت تبحث عن شيء لعلي أساعدك؟ "


فقال له " ما هذا ، وما الذي انا فيه ، هل تستطيع ان تُخبرني عن هذا المكان؟ ولِمَ يأتيه الناس بكثرة من شتّى بقاع الارض؟ "

قال له " لِمَ أجيبك أنا على ما يتبادر في ذهنك وتتسائل عنه؟ إسأله أنت بنفسك سيُجيبك على كل تساؤلات ، هيّا جرّب ! " ..


مرةً أخرى يُعيد ذلك الشاب تساؤلاته " قُل لي من فضلك ، من أنت؟ ولِمَ كُل هؤلاء يأتونك من شتّى بقاع الارض؟ وما الذي يُميّزك ليكتّظ الناس بهذه الطريقه على ابوابك ؟ ولِمَ شكلك يبدو هكذا؟ من فضلك أجبني لدي تساؤلاتٍ كثيره ! " ..


قال له " أنا بيّت آبائك وأجدادك ، هُنا تجمّعت قطرات دماء أهاليك الأولين ، هنا يتذكر الناس آبائهم وأجدادهم من خلال تلك الأسماء ، ظلمني اُناسٍ كثير ، ولم يُنصفني اُناسٍ أكثر ، ولكنني كنت اعلم انك ستأتي يوماً لتُنصفني وتقدّر ما انا فيه " ..


فأجاب ذلك الفتى " أنا؟ لِمَ كل هؤلاء الناس يرون فيّ ذلك ؟ انا لستُ رجلاً خارقاً افعل كل شيء ! أنا من هنا ، من أرضكم وبقاعكم ، لم آتيكم من الفضاء لتطلبوا مني كل ذلك ، بالله عليك قُل لي كلاماً آخر غير ذلك الذي تفوّهت به ، أرجوك! " ..


قال له " بل أنت سماؤنا على الأرض ، وإن كُنت شاباً اليوم وتعتقد أنك محدود الإمكانيات ، ستكُبر غداً وتتذكر أحاديث كُل هؤلاء الناس ، وستعرف حينها أننا لم نخطئ أبداً عندما حدثناك بهذه المفردات ، وبهذه الصيّغ المتأمله والشديده التفاؤل " ..


أدار ظهره ذلك الفتى ثم رحل ، بدأ يمشي في الطُرقات فيستمع الى همهمات الناس عنه ، وتهامس كبار السن وصغارهم حوله ، ومع تلك الاحاديث يزداد إعجابه بنفسه ، وتزداد ثقته ويزداد اشتياقه لذلك المُستقبل الذي سيرى فيه كل ماقيل وسُمع !





كبُر ذلك الفتى وأصبح رجلاً ، وبدأ يشعر بمسؤوليه وأهميه أن تحمل آمال وأمنيات وأحلام شعباً بأكمله ، كان أشبه بكتابٍ جديد وفريد ، كُتب بلا قلم ، سُرد بلا أحرف ، وطُبع بلا حبرٍ ولا طابعات ، كان شيئاً إستثنائياً في كل شيء ، كل شيء !


أحرف ذلك الكتاب كانوا عشاقه ، أبوابه قلوبهم ، وفصوله مشاعرهم ، وغلافه كل جوارحهم ، من رحم الإعجاز وُلدت تلك الإسطوره لتُخبر كل العالم بصوتٍ خافت ، أنا جئت إليّك مثلما كان ذلك الشعب يتمنى ويحترق إنتظاراً ، لقد جئت !


سأزيح كل تلك السطور ، وسأجلس أعلى ذلك الكُرسي ، وسأصل إلى مكانةٍ لم يصل سواي وإياي ، ولن يُفكر أحد يوماً أن يُزحزحني منها ، وضع كُرسيه هُناك ، جلس ثم قلّب عيّناه مُتأملاً بل مُتحدثاً " هذا عالمي اليوم ، أين عالمكم الآن ؟ " ..


تتمحوّر حوله العُيون ، تدمع لإدراكها تلك اللحظه ، الشوارع تحتظن بعضها ، والمسارح تُغني له ، الأراضي بدأت بالإخضرار ، وبدأت الملاعب تُمطر ولهاً وشغفاً ، لقد أقبل يا رفاق ! نعم لقد أقبل ، أعدوا العِدة لإستقباله ، إنه قادم لا محاله !


رسائل الشُكر تنهال في أحضان تلك الأم ، شُكراً وتعبيراً عن الإمتنان لتلك الجوهره العظيمه ، ورسائل الشكر ايضاً تتمحور حول ذلك الأب ، الجميع فخور بإبنكم ، ليس فقط فخوراً به ، بل مُعتزاً بمعاصرته ، يا لها من لحظاتٍ خاصه ، يا لها من لحظات !


يرى في عيون أبناء شعبه عظمه الأحلام ، وتبدأ الصخور تحت أقدامه بالتفتت خضوعاً لذهب قدميّه ، كل شيءٍ في العاصمه بدأ يتغيّر ، الشغف إزداد ، الوله يكبر يوماً تلو الآخر ، والكولسيوم يكاد يُغيّر إسمه حُباً فيه إلى فرانشيسكو توتي !


عندما كُنت صغيراً كنت استمتع إلى عظمه الرومان في إمبراطورياتهم ، وما كان صنيعهم ، من يوليوس قيصر واغسطس ، إلى قسطنطين ونيرون ، لكلٍ منهم كانت أعمال تحكي عنهم ، وكنت اقرأ ويشدني جداً ما اقرأه ، واستغرب فعلاً لما اقرأه ..


ولكن احياناً عقلي لا يتقبل بعض الامور ، او بمعنى آخر " استكرها " ، ولكن لم يخطر لي يوماً انني سأعاصر أحد قياصرتهم وأباطيرهم ، ولكنني فعلت ذلك ، عشت كل تفاصيل بناء الامبراطوريه ، من الصقيع إلى اللهب ، من الحظيظ إلى السمو !


كنت اعيشه في اليوم ألف مرة ، ومع كل مرة كان يزورني ، كان يُحدثني ويشعر بما اشعر به ، كنت اذا تسائلت عن شيء يأتي إلي سريعاً مُلبياً ليُجيب ، ما رأت عيّناي ملكاً يُصغي إلى اصوات شعبه مثله ، ولم اشعر برقه مشاعر كـ تلك المشاعر قط !


كنت اقول " هل يشعر بما نكنه له ؟ هل يُدرك إلى أي درجةً نُحبه ونعشقه؟ هل يعلم حق العلم إلى أين وصل حُبه بنا ؟ " ..

كان يأتيني ويقول " إلى حد الجُنون ؟ أليس كذلك يا صديقي؟ ولكن هناك امراً ما أنتم كلكم لا تعلمونه ولم تدركوه " ..


تعجبت لحديثه ثم قُلت " وهل هناك شيء ما يخصك ولا نُدركه يا مُلهمي ؟ " قال نعم ! ، ثم قُلت " هلُمّ ، أخبرني ما هو؟ "

قال " أنتم جميعاً لا تُدركون أنني اشاطركم ذات الجنون ، بل فُتنت بكم قبل ان تعشقوني وتُحبوني " ..


" أيُعقل ذلك يا فاتني؟ وهل يُعقل ان تعشقنا أكثر مما نعشقك؟ لو أدركت ما نحمله لك بين صدورنا رُبما لن يتحرك لسانك من هوّل من نكنه لك ، بالنسبه لنا انت ثالثُ اساسيات هذه الحياه ، بعد الهواء المُستنشق ، وبعد الماء الذي تستمر به الحياه " !




ليس من السهل ان تصعد سُلم التاريخ وتصل إلى قمته بعد أن كنت هناك في أسفله ، خصوصاً وأنك لا تملك المقوّمات اللازمه والكافيه التي تُساعدك لصعود وتسّلق ذلك السُلم ، لكنك فعلت! أي عزيمةٍ تمتلك وأي إصرارٍ لديك يا مُلهمي !؟


رغم أنك كنت ترمق الطريق وترى هُناك عثره ، وبجانبها عراقيل ، وهناك لوحةً كُبرى كُتب عليها . .

(( الـــــفـــــشـــــل أقـــــرب للـــــواقـــــع . . مـــــن الـــــوصـــــول إلـــــى الــــنــــجــــاح )) !!


كان يصعد درجةً ثم يسقط ، يرقى بالأخرى ثم يعرج ، وفي كل مرةً يرى كُرسي هُناك في نهايه ذلك السُلم ، يلمع في عيّنيه ، يرمقه ويقول ، لن أهدأ حتى أجلس هُناك ، ما أقسى الظروف ، وما اصعب الواقع يا فرانشيسكو !


ولأنه كان رجلاً ذو عزيمه تكفي 1000 رجل ، كان يقول " الفارسُ الشهم ، لا يرمي سيفه ويهرب " ، وكنت كذلك!

كان يظهر كما عوّدنا دائماً ، وكما كان يُسمعنا " الرجال لا يسقطون . . والفُرسان لا يهربون " ..


خطوةً بخطوة . . درجةً بدرجه . . بدأ يتسلق ذلك السُلم حتى وصل إلى قمته . . بدأ يلوّح للشعب بيديّه الكريمتين . .

هُنا سنبدأ طريقنا يا قوم . . من هُنا سنلعن كُل العثرات اللعينه . . لنكن معاً كفاً بكف . . يداً بيد نحو مُستقبلٍ أجمل !


مُسحت السجلات ، ولُغيت الصفحات ، بدأ الملك يضع ختمه الملكي على مُجلدات كُتب التاريخ ، وإن سبقني إليك أحدٌ غيري ، إلا ان بصمتي لم يجرؤ أحداً على وضعها قبلي ، ولن يفعل أحداً ما فعلته أنا حتى بعد أن اغادر ، ثق بذلك ايها الكتاب اللعين!


فُتحت أبواب الامبراطوريه على مصراعيّها ، وتم إعلان تقلّد الإمبراطور الجديد وتسلّمه مقاليد الحُكم ومفاتيح الإمبراطوريه ، الآن سيبدأ عصرٌ جديد في عهد هذه الامبراطوريه ، عصرٌ مُختلف ، سيتذكره الناس كثيراً وربما لن ينساه أحداً قط !


توّجه الملك إلى تلك القاعه المُثيره ، كانت غريبه الشكل ، ولا يدخلها احد الا في وقت الإجتماعات المُهمه والعاجله ، كان يسمع تمتمات اُناسٍ يعرفُ اصواتهم جيداً ، ولكن مسمعه لم يكن يُميزهم بعد ، إقترب من ذلك الباب حتى فتح الباب ودخل ..


وجد اُناسٍ يعرفهم يتشاورون فيما بينهم فيما يخص امبراطوريتهم الجديد ومليكهم الجديد ، دخل والابتسامه تغمّر عيّنيه ، وبمجرد دخوله صمت الجميع ، فقال " لِمَ سكت الجميع.؟ ألم تكونوا تتشاورون في أمرٍ ما ؟ أكمل مشورتكم ! " ..


فقالوا " كُنا نتشاور يا ملك فيما يخص إمبراطوريتنا وكيف سيُنظر لنا العالم اليوم ، وكيف سنُعامل وبِمَ سنُعامِل ، لابُد وان اموراً كثيره ستتغير مُنذ هذه اللحظه ، ولكن يكون هناك شيئاً مُشابه لذلك الواقع الذي عشناه بالأمس قبل قدومك وتقليدك هنا " ..


فقال " نعم ، الامر كذلك ، الامور ستختلف كُلياً ولا خلاف ولا جدال حول ذلك ، سنضرب لهم جميعاً مثلاً في كيفيه الإنتماء ، سنعطيهم امثله في العشق ، سيتناسى العالم بعدها أي قصةٍ ذُكرت قبلنا ، وسنكون نحن المثيل الوحيد " ..


" لن يتذكر الناس روميو وجولييت في فيرونا ، ولن يعرفوا قيسٌ وليلى وعنترٌ وعبله في بلاد العرب ، ولن يهمهم ابداً قصة جدّنا يوليوس مع الفاتنة المصريه كليوباترا ، حتى آيروس وفينوس آلهة الحُب سيُدفن ذكراها ، صدقوني سيحدث! " ..


الثقه كانت مُفرطه من جانب الملك ، الحضور كان مُتعجب من ذلك الحديث ، رغم أنه في كثيرٍ من الأحيان لم يكن يصدق ما يُتلى على مسامعه ، كيف سنطوي ذكرى اُناسٍ ذكرهم التاريخ وعرفناهم من خلاله؟ كيف سنزحزحهم ونحتل مكانتهم ؟؟ ..




كانت له خلطةً سريه لا يعرف اسرارها و لا يُجيد طهيّها إلا فرانشيسكو ، رائحتها شهيّة ومُذهله ، يشمّها الجميع ، ولكن الاجمل من ذلك كُله ، ان لا احد هُناك يجرؤ على تذوقها وإستطعامها إلا العشاق المجانين المُتيّمين ، أي عظمةٍ هذه!

 

علمتني أن النجوم في حضورك , لا تليق بهم إلا أدوار الكومبارس ,
علمتني ان الأساطير في حضورك , لايُتقنون إلا الخضوع تحت قدميّك ,

علمتني أن للقمر نصفٍ مُضيء , لا نُشاهده إلا برؤيه وجهك ,
علمتني ان طاقه الأساطير محدوده , بينما طاقتك لا تحتاج إلى شحن !

علمتني أن المُتربص بك , مهما بلغ دهائه , سيسقط أمامك رافعاً رايته البيضاء ,
علمتني أن الحاقد , مهما زاد بغضه , سيُفرم بين مطرقه دهائك , وسندان ذكائك ,

علمتني أن الشمس حتى وإن غابت , ومضات سحرك تُنير طريقنا ,
علمتني ان الشمس حتى وإن غابت , قنديل مُتعتك يكون لنا مُرشد ,

علمتني أن العين حتى وإن فُقأت , سحر جنابك يكون عيناً نرى بها ,
علمتني أن الحياه طريقين , الأول يقود لفرانشيسكو , والآخر يُؤدي إلى توتي ,

علمتني , وعلمتني , وعلمتني , ولازلت تُتقن تعليمي بكُل ما أجهله ,
فما كُنا لك إلا تلاميذٍ , وما كُنت لنا الا نِعم الاُستاذ , وخيّر المُعلم !

 

بل وعلمتني شيئاً أعظم من ذلك كُله :

 

(( أن الــــطـــريــــق حـــتـــى وإن كــــان مُــــغــــلــــق . . فـــإن الــــمــــلــــك حــــتــــمــــاً ســــيــــمُــــر! ))

 

لا شيء مُستحيل ، هكذا تعلمت .. لا شيء مُعجز! إلا وجودك بيننا !

لا شيء يستحق البُكاء .. هكذا أيقنت .. إلا رحيلك الذي يقتلني !

 

لا شيء يحتوى العظمه . . أكثر من وفائك !

لا شيء يحتظن الكبرياء . . أكثر من عشقك !

 

لا شيء يستحق التصفيق . . إلا حضورك وإطلالتك !

لا شيء يستحق ان تحلُم به . . أكثر من فرانشيسكو !

 

أنت لست مُجرد حلم . . أو حتى مُجرد أمل !

أنت قصه نجاح . . وُلدت تحت أنقاض الفشل !

 

أنت لست مُجرد إسطوره . . أو حتى نجمٌ فريد !

أنت قمرٌ يمشي بيننا . . ويُضيء قلوبنا صبُحٍ وعشيّه !

 

أنت لست مُجرد ملك . . أو شخصٌ يحكم القلوب !

 أنت قصة عشق مُذهله سكنت في قلب الكراهيه !

 

أنت لست روما . . بل روما هي توتي !

كل شيء يتذكرك . . وبك يتذكرون كل شيء !

 

كل شيء يُحبك . . وبك يعشقون أي شيء !

كل شيءٍ يحلُم بك . . حتى وأعينهم مفتوحه !

 

يااااه ! أي عشقٍ هذا ، وإلى أين وصلت بنا !

مهما قيل وقالوا ، لن يفهموا ما نشعر به !

 

ومهما نحن قُلنا لهم ، لن يفهموا ويستوعبوا ماذا تُمثل لنا . .

تباً لنا ، لو سألونا لِمَ تعيشون سنُجيب . .

 

لكن إن قيل لنا لماذا نُحبك ونعشقك . .

بربك قُل لي . . بماذا سنُجيب؟ ستُشل ألسنتنا !!!

 

 

 

 

 

إصابةٍ شنيعه تفتك به , الأطباء يُؤكدون له , ذهابك في ذلك الطريق مُستحيلاً ,
ما أخبرتنا به الطبيعه نُكرره على مسامعك , للأسف هذا هو الواقع المرير ,

عُذراً لكُل مُعادلات الطب , عُذراً لكُل أشعتهم وتشخيصاتهم , الامر لا ينطبق عليه ,
ألا يعلمون بأنك الملك خارق لكُل قوانين الطبيعه ؟ خارج عالمها ومدارها ؟

ألا يعلمون بأن إختلافه عن الجميع , أمرٍ بديهي , أمرٍ طبيعي , أمرٍ إستثنائي ؟
ألا يُدركون أن ما يُطبّق على البقيه , لا يصح تطبيقه عليه إطلاقاً ؟

بإراده الملوك , بمُعجزات الأساطير , ينهض الملك بعد ذلك السقوط المُؤلم ,
ها أنا ذا يا تاريخ , هل تلعب معي مُجدداً ؟ أنا لك , هيّا بنا نلعب جولتنا الاولى ,

يعود الملك لتلك الساحه التي لطالما تألق فيها , لطالما نثر فيها ابداعه ,
من ساحه المجد يخضع التاريخ , هكذا تُعنوّن كُل تفاصيل الطبيعه ,

في مونديال برلين , التتويج باللقب وإعتلاء المنصه امر كان مُستحيلاً ,
أشد المُتفائلين لم يتوقع حدوث ذلك , ولكن بالغرينتا تحدث كُل المعجزات ,

في وقتٍ الأزمات تظهر الرجال , وفي وقت الشدائد تُصنع المُعجزات ,
هذا ما حدث في بلاد الألمان , وهذا ما تم صُنعه في قلبكِ يا برلين ,

ليس ذلك فحسب , الملك أبى إلا ان يضع بصمته في تلك الساحه الأنيقه ,
قدّم أحد أجمل بطولاته مع الاتزوري , أداءٍ مُذهل , راقي , مُدهش ,

يستغرب له من لم يعيش تفاصيله عن قُرب , بينما عُشاقه , إعتادوا على ذلك ,
إعتادوا على إعتلائه لقمه التاريخ , إعتادوا على عبثه به وبكل سجلاته ,

من إصابةٍ شنيعه , لعينه , مُؤلمه , بائسه , وبصفائحٍ معدنيه مُقيته ,
إلا بطلاً للعالم , وأفضل صانع اهداف , وأبرز نجوم البطوله ,

لا عجب في ذلك إطلاقاً , لأنك توتي , يبدو لي الامر إعتيادي ,
ويبدو لغيري أمرٍ إعجازي , لأنه لا يُدرك أدق تفاصيلك !

 

 

 

 

في اوقاتٍ ما , يشعر المُتيّم بأقصى درجات الطمأنينه , يعيشها بهدوءٍ كبير ,
وعلى النقيض تماماً يعيش الكاره , كوابيسٍ تُؤرق حياته , وتُعكر صفوه ,

ليست مسأله كُره قدم , أو أداءٍ في ملعب , أو كمٍ مُعين من الأهداف ,
المسأله تتجاوز كل تلك الحدود بسرعةٍ كبيره وفائقه للغايه ,

في ذلك الملعب ترى منه سحراً مُباح , يُمتع ناظريّك ويُنعش فُؤادك ,
وخارج الملعب , تراه نموذجاً إستثنائيه , وقدوةٍ عظيمه يُحتذى بها ,

في ذلك الموسم , وبعد أن توّج نفسه بطلاً على كُل ذلك العالم ,
كان لابُد وأن يكتمل فصل تلك القصه , بنقشاتٍ ملكيّه , كما إعتدنا ,

موسمٍ خُرافي , أداءٍ خيالي , وبمركزٍ مُختلف عما كُنا نشاهده فيه ,
أي جبروتٍ تحمله في جُعبتك , وأي إبداعٍ تفقأ به عيّن المُحايدين ؟

في ذلك الموسم , المسأله لم تكن مُجرد عدد اهداف , او مُستوى مُعين ,
لا , بل الامر فاق ذلك بكثير , حتى اصبح يحتار هذا , ويتوه ذاك ,

الأول يتسائل , ثم يطرح سُؤاله على من حوله , لعله يجد إجابه ,
يا ترى , أي أهدافه أجمل؟ , يا ترى , أي أهدافه أعظم ؟

فتكون الإجابه , عُذراً يا صاح , لطالما كان بكمال صورته عظيم ,
فلتعذرني يا صاح , لطالما كان كذلك , بجمال مُتعته أنيقٍ و جميل ,

هدافاً للكالتشيو , هدافاً لأوروبا , صاحب الحذاء الذهبي , وبمركزٍ جديد !
أي عظمه إعتدت على الظهور بها ؟ , أي جُنونٍ تُريد ان توصلنا إليه ؟

تزداد درجات الغليان في قلوب العُشاق , كُلما شاهدوا صورةٍ لك ,
تزداد نبضات أفئدة المُتيّمين , في كُل إطلالةٍ جديده للملك ,

عواطفٍ لا توصف , مشاعرٍ لا تُحصى , أحاسيس لا تُدرك ,
جوارحٍ لا يُستطاع التحكم بها , ماذا فعلت بنا يا مجنون؟

المكان : بين قلب المُحب وعقل الكاره , الزمان : عصر فرانشيسكو ,
الوقت : عندما تنبض قلوب العُشاق , وتنطق بلا لسان !

 

 

 

بعد معاركٍ عديده مع ذلك التاريخ , وبعد جولاتٍ مُتعدده مع عدو الامس ,
وبعد أن ضاقت به الطُرق , وكاد ان يُقطع نفس ذلك التاريخ ,

قرر التاريخ ان يرفع رايته البيضاء , مُستسلماً لذلك الرجل الذي لم يعرف اليأس ,
إعذرني يا فرانشيسكو , طاقتي بدأت تنفذ , لا استطيع المُقاومه وإكمال الجوله ,

فرانشيسكو يُحطم ذلك التاريخ , يُخضعه تحت أقدامه , ويكسر كبريائه ,
بعد أن صمد رقم " نوردال " لأكثر من نصف قرن , وبعد ان عجزوا عنه ,

جاء فرانشيسكو ليُسقط ذلك الجدار بفأسه , ويهدمه بعد أن كان سداً عالياً ,
وكأنه كان يُحدث الجميع , سأبقى صامداً طويلاً , حتى يأتي فرانشيسكو ,

أتى ذلك الرجُل , فما كان لذلك الجدار إلا , أن يركع ويستسلم لعظمته وجبروته ,
كان ولايزال كـ البحر , عطائه وفيراً , وغدره مُؤلماً , هكذا كُنت يا توتي ,

تمت إزاحه ذلك السويدي , من المُقبل يا فرانشيسكو؟ إنه بيولا ,
لنحزم الحقائب معاً , مُستمتعين بتلك الرحله , التي لن تكون طويله !

تمر الأيام , وتمضي السنون , ويُنسى مُدرج الكولسيوم ويُمسح من الذاكره ,
هل هو في روما؟ نحن لا نعرف مَعلمَاً في روما سوى فرانشيسكو توتي !

هذا ما عرفناه معك . . وهذا ما فعلته أنت بذلك المُدرج التاريخي ,
الذي أصبح بفعلتك ماضٍ , تُراث , يُذكر في الروايات فقط لا اكثر !

في صفحات هذه الحياه , نجد مقولةٍ تاريخيه هُنا , وحكمةٍ تُراثيه هُناك ,
بعضها يكون صحيحاً و واقعياً , والبعض الآخر يكون مُجرد هرطقه !

لعل ابرز تلك المقولات هي " لكُل مُجتهدٍ نصيب " , ما أكذبها !
ألم يُشاهدوا كمّيه الإجتهاد الفضيعه التي قام بها ذلك الفتى الاشقر؟

ألم يُشاهدوا كميّه العمل الذي قام به , والذي سطّره في مُختلف الملاعب؟
ألم يُشاهدوا كميّه الأداء ما بين قميصٍ أحمر هُنا , وآخر أزرق هُناك ؟

لا تقُل لي لكُل مُجتهدٍ نصيب , أرجوك صحح تلك المعلومه وغيّرها ,
قُل لكُل مُجتهدٍ إهمال , ولكُل بقرةٍ حلوب , إنجازٍ غير مُستحق ,

هكذا يبدو الأمر عادلاً , وهكذا تبدو الصورة واضحه , وغير مُشوشه ,
إصدقني القول ولا تضع لي وسادةٍ قبيحه لأنام عليها !

 

لمثله يصحُ قول ((  التاريخ يخضع . . وأرقامه تركع )) !!



مُنذ اللحظةِ الأولى , وفصول الحياه تُعيد نفسها كـ شريط الذكريات ,

بهجةٍ هُنا , وفرحةٍ هُناك , سعادةٍ هُنا , واُنسٍ هُناك ,

تُلامسها قلوب العُشاق , وتعيش معها كل التفاصيل بلحظةٍ واحده ,

مشاعرٍ وأحاسيس , لا حصر لها , ولا تعداداً يُحصيها ,

قصةٍ كُتبت بدموع السنين , وروايةٍ سُردت بدماء الإنهاك ,

أصغر تفاصيلها لا يُمكن ان تُروى , بل تُعاش وتُحس ,

رجُلٍ ذو جيناتٍ مُختلفه , تجعل منه إستثناء في كُل شيء ,

مُستثنى من المُقارنات , من الإحصائيات , من النقد ,

رجُلٍ نصب كُرسيّه فوق هامات سُحب التاريخ ,

جلس هُناك , وبدأ يتفرج على من يستطيع اللحاق به ,

هل يستطيع ؟ رُبما فليحاول؟ عُذراً يا تاريخ , لا غلبةٍ إلى لفرانشيسكو ,

دعهم يُحاول مراراً وتكراراً , المحاوله للوصول إليك شرف ,

ولكن الوصول إلى أخمص قدميّك يكاد يكون أمراً مُستحيلاً ,

هكذا كانت تفاصيل المُحاولات , وهكذا كان الفشل شريط نهايتهم ,

كُل عام , وأنت للمُتعه عنوانها , كُل عام وأنت للسحر أصله ,

كُل عام , وأنت للعُشاق ملكٍ , وكُل عام وقلوبهم كُرسي مملكتك ,

كُل عام وأنت للتاريخ سيداً , وكُل عام والتاريخ لحضرتك يخضع ,

كُل عام وأنت للملعب مُعلماً , وكُل عام , والملعب لجنابك ينحني ,

كُل عام , وأنت للكُره اُستاذها , وكُل عام والكُره لك خير تلميذ ,

كُل عام , وأنت للقلوب مُلهماً , وكُل عام والقلوب لك أسيره ,

كُل عام , وأنت للكارهين كابوساً , وكُل عام , لهم خير مُلجم ,

كُل عام , وأنت للحاقدين عثره , وكُل عام , وأنت وحشه قبور ,

كُل عام , وأنت للإعلام مُخرس , وكُل عام , وأسلوب الرد أعظم صفعه ,

كُل عام وأنت للقلم إلهام , وكُل عام , والقلم لك لسانٍ مشلول ,


 

 

# خــــــاتــــــمـــــة . . 

 

 ما كُتب , لن يُنصف جُزءاً بسيطاً , من تلك الأحلام التي لامسناها معك ,
كُل ما دوّن , لن يُضيف لتاريخك شيء , وسيكون جداً مُتواضع بحقك ,

كُل ما كُتب , ما هو إلا شيءٍ بسيط , نُقدمه للملك في يوم ميلاده ,
مُناسبةٍ قوميه , شعبيه , وطنيه , نحتفل بها نحن شعب الرومانيستا ,

نعيش أجمل تفاصيلها , ونُكرر أحلى ذكرياتها , في كل عام , في ذات اليوم ,
أعذر ذلك القلم لتواضع مُفرداته , اعذر ذلك القلم لتواضع ما خطّه ,

كُل عظيمٍ يتواضع في حضرته , هكذا إعتدنا , وهكذا عوّدنا ,
وهكذا كان حاضرنا الجميل , في حضره ذلك الملك الأنيق ,

كُل عام وأنت بخير , وكُل عام ونحن لك أعظم عاشقين ,
كُل عام وأنت بخير , وكُل عام ونحن لك أجمل مُتيّمين ,

كُل عام وأنت بخير , وكُل عام ونحن لك أكبر مجانين ,
كُل عام وأنت بخير , وكُل عام وعقولنا تنام في جيبك !

 

الاثنين، 8 سبتمبر 2014

( التدليس والتزييف ، لا يُصدقهم الا سُذّج القوّم ) !






# مُـــقـــدمــــه . .

مُنذ فترة طويله وأنا مُبتعد عن كتابه المقالات ، وها أنا ذا أعود إليكم من جديد لكتابه مقال لم اُحب ان أكتبه او تخطه يديّ ، الفكرة بأكملها هي توضيح الصوره بالكامل لما يحدث بالساحه الآن من رشق بالتصاريح بين المهدي بن عطيّه ومسؤولي نادي روما مُؤخراً ، هُنا سأضع رأيي الشخصي فيما يدور حالياً ، وكيف تُساق الامور ، وبالحُجه والبراهين ، ليس لظُلم أحد أو مُحاباه لآخر ، وأولاً وأخيراً هو رأيي الشخصي وليس بالضروره أن يقنعك أو يُلزمك بتصديقه ، كونوا معي !

.

.

.

قبل إنتقال المهدي بن عطيه صرّح بأنه يحلم بالإنتقال الى ( فريقٍ كبير ) على حد قوله ، مثل برشلونه ، ريال مدريد ، بايرن ميونخ وأنديه النُخبه الاوروبيه المتواجده على الساحه الآن ، وهذا حق مشروع له دون أدنى شك ، لكن أن يخرج هذا التصريح من لاعب لايزال يمتلك عقد مع الفريق حينها ، أمر لا يمت للإحترافيه بصله ، الخروج بتصريح مثل هذا لا يعني شيئاً سوى تقزيم وتحقير بالفريق الذي تنتمي له ، لكن دعونا نعود بالذاكره الى الوراء قليلاً ، ماذا قال المهدي بن عطيه فور قدومه الى روما وبالتحديد في مؤتمر تقديمه رسمياً كـ لاعباً لـ روما ؟

بالحرف الواحد وبالمانشيت العريض :

 

" رومـــا فــي فــرنــســا يــمــتــلــك شــعــبــيــه عــظــيــمــه " ! !

 

 

ماذا يعني ذلك ؟ هل كان نفاقاً من المهدي أولاً ، أم كان تناقضاً منه عند خروجه ؟

ثم بعد خروجه يصدح بصوته عالياً ، كنت اريد البقاء ولكنهم تعاملوا معي بإسلوبٍ غير لائق وقالوا لي بأنهم يحتاجون للمال وكانت تلك إشاره غير مُحترمه من الاداره مما اثار اشمئزازي وضجري !

لنعتبر ان ذلك صحيح ، ولكن صحه الامر لابد وأن يكون لها ادله وبراهين ، أليس كذلك؟ ماذا كان رد الاداره على العروض المُتلقاه من أجل المغربي ؟ ايضاً لنعود بالذاكره الى الوراء قليلاً لنعرف ما حدث ولتتكون لنا الصوره الكامله والسليمه على ماحدث في أجواء الساحه الكرويه !




" بـن عــطــيـه لــيـس للبيــع ، قـيـمـته 61 مــلــيــون " ! !

أيضاً بالمانشيت العريض ، المُدير الرياضي للرومانيستا والتر ساباتيني يُعلنها ، المهدي بن عطيه ليس للبيع ، وقيمته السوقيه تساوي 61 مليون يورو ، حتى أنه في ذات المؤتمر سخر من أحد العروض المُقدمه له بقيمه 30 مليون يورو والتي تفوق القيمه التي انتقل بها قائلاً " هذا المبلغ قيمه قدمه اليُسرى التي لا يستخدمها جيّداً " !

ما يتضّح جلياً أن روما كانت مُتمسكه بالمهدي بن عطيه حتى الرمق الأخير ، لكن بن عطيه هو من أراد الخروج ، وليس العكس كما يصدح ويُندد الدولي المغربي ، لو كان الامر كما زعم بن عطيه وأن روما ارادوا بيعه لأنه بحاجه للمال لكانوا باعوه للسيتي الذي قدم 30 مليون يورو قبل ان يُتمم تعاقده مع مُدافع بورتو مانغالا ، علماً بأن تلك القيمه اعلى من القيمه التي انتقل بها الى بايرن ميونخ ، لكن إطلاقاً لم يوّفق المهدي في تصريحاته ، كان من الأجدر ان يختلق اكذوبه أكثر قناعه لتدخل عقل المُتابع والقارئ والتي مُمكن ان يُصدقها عندما تُسرد عليه !

 عندما خرج بن عطيه للإعلام مؤخراً قال بأن إداره روما كذبت عليه عندما وعدته بالتجديد وزياده راتبه ، ولكن ذلك لم يحدث ابداً ، لذلك شعر بشيءٍ من عدم الإحترام من الإداره تجاهه !

حينها شعر بأن العلاقه بين وبين الإداره تقريباً شُرخت ، ولم تعد إطلاقاً كما كانت عليه في سابق عهدها ، ولكن ما الذي حدث بالضبط جرّاء تلك النُقطه ؟

هُنا خبر يُؤكد أن المُدير الرياضي للرومانيستا ، السيد والتر ساباتيني قدم عرض التجديد للدولي المغربي وبالزياده التي يُريدها والتي تم الاتفاق عليها بين جميع الأطراف ، مما يعني ان الموضوع خرج من يد روما لأنها أوفت بما وعدت ونفذت ما كان يطلبه الدولي المغربي ، وأن الكرة الآن اصبحت في ملعب بن عطيه ، لكن اللاعب رفض رفضاً قطعياً التجديد مع النادي ، لأنه كان قد إتفق فعلياً مع بايرن ميونخ الذي استغل وضعيه اللاعب مع إدارته وأن العلاقه بينهم تدّمرت كلياً !

بعد أن أتمم اللاعب انتقاله الى بايرن ميونخ وإنتهت علاقته بالفريق كُلياً ، لم يكتفي ابداً بما حدث ، بل أصبح يُصرح ضد الفريق ويُحاول خلط " الحابل بالنابل " بإختلاق الأكاذيب وتلفيق الأحاديث ونسبها للإداره وهي فعلياً ابداً لم تحدث ..

هنا يعود بن عطيه للتصريح ضد الاداره رغم أنه فعلياً اصبح لاعباً لبايرن ميونخ ، ويختلق الاكاذيب ويلّفق الاحاديث لتشويه صوره الاداره ، وليخرج امام العالم بأن خروجه ابداً لم يكن بسبب المال ، بل كان لأنه ضجر من تصرفات الاداره ، وفي الحقيقه هو خرج لأن البايرن قدم له راتب ضُعف ما كان سيتلقاه في روما ، وبعد فترةٍ ليست بالكبيره ، جاء الرد سريعاً من إداره الفريق على تصريحات المهدي بن عطيه لتوّضح الصوره بشكلٍ عام للجميع ، وما هي حقيقه ما حدث ، وما كان ذلك الا على لسان الرئيس شخصياً !

وهُنا بيان الرئيس جيمس بالوتا رداً على تصريحات الدولي المغربي كما جاء على لسانه ، تصريحات توّضح الحقيقه كامله وأن ما قيل على لسان بن عطيه ما هي الا أكاذيبٍ واشيه إختلقها اللاعب لتحسين صورته وبالمقابل تشويه صوره الاداره امام عامه الجماهير !

خُلاصه ما حدث ، المهدي بن عطيه تفنن في تدليس الحقائق وتزييفها ، مُعتقداً ان تلك الاكاذيب يُمكن ان يتقبلها عقل المُشجع ، ولكن هيهات يا إبن الصحراء ، لو أن روما فعلاً كانت كما وصفتها ، لقيّمت افضل العروض المُقدمه ثم قامت بالبيع ، لكن البيع كان بسعرٍ بخس ، أقل بكثير مما كان ينبغي ان تجنيه هذه الاداره جرّاء عمليه البيع إن كان قد خُطط ورُسم لها !

الجمعة، 2 مايو 2014

شُعله النشاط إنطفئت .. وداعاً خافيير !

 

# مُــقــدمــه . . .

أبواب كثيره ومفاتيح أكثر ، وخارطه طريقه تاهت وسط زحام التفكير ، وعُشاق كُثر عاشوا سنيناً طويله في معمعه المتاهات ، مُستمتعين بذلك الضياع ، عالمٌ جميل ، مُختلف عن عوالم البقيه ، لا يشبهه شيءٍ قط ..

 

نوافذ تلك الأبواب لا تُطل إلى على ملامح ذلك الوجه ، مرآة الأمل ، عيّنُ الصواب ، وكبد الحقيقه ، مع صباح كل يوم ، يأخذ مهام الشمس ، لتُشرق أشعته مُخترقه تلك الأبواب ، لتُعلن لكُل العُشاق بداية يومٍ جديد ..

 

يتسامر العُشاق فيما بينهم ، يُحدثون بعضهم ، مُهنئين نفسهم بيومٍ جديد ، تتأمل فيه أبصارهم ملامح ذلك الفتى الجميل ، إنظُر يا صديقي ، لقد أشرق من جديد! نعم نعم ، يومٌ آخر نعيش فيه قصه جديده يا صاح !

 

تتهافت من كل حدبٍ وصوب تلك الرسائل ، و تتوحد الأصوات من جديد ، ما أجمل ذلك اليوم ، وما أعظم تفاصيله ، المُدهش في الأمر ، أنك تستمع لنفس الحروف في كل يوم ، يا له من عشق ويا لها من عاطفه!

 

يفتحُ هذا الباب هُناك في أقصى اليمين ، وفي اقصى اليسار هُناك شخصٌ آخر يفتح بابٌ مُختلف ، وتزداد الاعداد ، ويزداد ضجيج الابواب ، يدخل فوّج العُشاق من تلك الابواب ، ليضربوا موعدٍ جديد معه ..

 

تُفتح الأبواب ، يجتمع العُشاق في ساحةً كُبرى ، ولكن هُناك ثمة بابٍ أكبر ، هُناك في آخر تلك الطُرقة ، تتسارع الخطوات ويتزاحم العُشاق في من يسبق أولاً ، ليطُل عليه ويُلقي عليّه سلامه وتحياته ..

 

قبل أن يصل الجميع ، يُفتح الباب فيخرج ذلك الفتى مُرحباً بهم " جئتكم ولهاً قبل أن تصلوا إلى هياماً ، تلك مملكتنا يا رفاق ، لنبنيها كما يليق " تصدح أصوات العُشاق ، يُهللون لذلك الفتى بكل سرورٍ ..

 

لــــنــــفــــعــــلــــهــــا الآن يـــا خــــافــــيــــيــــر ! !

 

 

أنا شابٌ في نهايه العقد الثاني من العُمر ، بدأت طفولتي معك ، وعشت معك مراهقتي ومراحل نُضجي ، شاهدتُ فيك الأمل حين يكبُر ، الطموح حين يتسيّد ، الرغبه حين تعتلي كل شيء ، الحنين للذكريات الجميله..

 

 

أتعلم يا سيّدي ، الطفل دائماً يكبُر وهو يتعلّم اساسيات الحياه ، يعرف صحيحها من خاطئها ، ثم يبدأ بشكلٍ طبيعي في الإنتقال من مرحله الطفوله ، الى مراحل المُراهقه والشباب المُبكر ، كل ذلك يبدو طبيعياً ..

 

 

لكن عُشاقك كانوا مُختلفين ، معك كُنت أكبر على الرغبه لهدم المُستحيل ، معك كنت أكبُر على الإخلاص والإحترام لقلوب الجميع وعقولهم ، معك كنت اغوص في مُعادلات كيف تُصبح رجلاً ناجح ..

 

 

كل شيء بالنسبه لي كان مُختلف ، الامر لم يتوقف عند هذا الحد ، كُنت دائماً مُرتبطاً بسعادتي ، لك أن تتخيل ، أنت لم تُفارقني أبداً ، حتى في أوقات خُلوتي وعُزلتي ، بعيداً عن كل هذا العالم ، فقط أنا و أنت !

 

 

كنت اذهب مُسرعاً إلى غُرفتي ، اوصد الباب واُحكم إغلاقه ، أتمدد هُناك عند تلك الأريكه ، ثم انظر في ذلك السقف الذي كنت انظر إليه في كل يوم ، بنفس الوضعيه ، ونفس الطريقه ، ونفس الإسلوب ..

 

 

كنت تظهر لي مُبتسماً ، تُحدثني بتلك النبرة الصادقه ، أنا معك مثلما كنت معي دائماً ، عقولنا وقلوبنا تلتقي في ذلك الاُفق ، نُساند بعضنا ، نُساعد بعضنا ، وكُلٍ منا يُقدم للآخر نصائحه ، أليست هذه قوانين مملكتنا؟

 

 

أتذكر قاطعتك حينها وقُلت لك ، بلا ، بلا يا خافيير ، أنت علمتني كل ذلك عندما كنت صغيراً ، هل تتذكر ذلك؟ فتُقاطعني بتلك البراءه ، نعم أتذكر ، هل تتذكر أنت؟ ، نعم ، نعم أتذكر ، بل حتى صدقني لم أنسى يا خافيير!

 

 

عشقنا كان دائماً أكبر وأبقى من أي فشلٍ يتربص بنا ، كُنا نستمد قوانا من بعضنا البعض ، أنا اساندك ، وأنت تؤازرني ، كان مبدأنا دائماً ، يداً بيد من أجل عشقٍ أكمل ، تلك أساسيات حياتنا ، لم يُغيرها الزمن صدقني!

 

 

 

 

 

 

بدأ طوفان المشاعر الضاريه يدفعني إليّك دون أي سبب ، لم أكن اشعر بما يدور حولي ، لكن جُل ما كُنت اعرفه هو أنني اريد ان احبك ، بأي طريقه ؟ بأي إسلوب؟ بأي شكل؟ كل ذلك بالنسبه لي لم يكن مُهم ..

 

كانت هُناك براكين تشتعل في قلبي ، تماماً كالحطب حين تلتهمه النيران ، مُشاهدتك كانت تسرق مني كل شيء ، لا اتذكر حينها أي صراعٍ تحملت ، حتى بنات أفكاري حينها كانت تؤيدني ، مفعول سحرك كان طاغياً ..

 

حاولت تناسي ما يحدث ، ثم توجهت إلى مكتبتي هُناك في تلك الزايه ، فإذا بي أجد كتاباً لا اتذكر اسمه ، ولكنني اتذكر انه كان يتحدث عن العُشاق وإعترافاتهم ، ومدى تأثير الحُب في مراحل حياتهم المختلفه ..

 

كلما قرأت صفحه ، دون أي شعور ، أجد نفسي ذاهباً للإعتراف إليك بكمّ الحُب الهائل الذي اكنّه لك ، لم أكن احتاج الوصول إليك لأقول لك ما اريد ، فأنت فعلاً كنت حاضر معي ذهنياً وجسدياً ، في كُل مكان اكون فيه !

 

كنت اشاهدك جالساً بجانب الأريكه ، تنظر إليّ في المرآه ، تُناديني وأنت جالسٌ في تلك الشُرفه ، تُحدثني من المطبخ لتسألني عن مشروبي المفضل ، في كل ارجاء الغرفه كنت اشاهدك ، مثل الشبح في كل مكان ..

 

كنت هاجساً في كل شيء ، الهوّس بك أخذني الى عالم لا يوجد فيه أحد ، كنت آخذ صورتك من عند تلك المرآه ، فأذهب بها هناك إلى مكتبي ، اُشعل الشموع اولاً ، ثم اطفئ أنوار الغُرفه ، مُستعداً لـ لقاؤك ..

 

أجواءٌ مُظلمه ، لا نور فيها سوى بريق الشموع ، احدثّك وتحدثني ، فتُخبرني انك تُريد لقائي ، متى ذلك يا خافيير؟ غداً هُناك في المُلتقى المُعتاد ؟ أين؟ لا تنسى ، مولد العُشاق هُناك في الجوسيبي يا صديقي !

 

كان يضرب مواعيد مع الملايين من عُشاقه في كل اسبوع بنفس الموعد ، يلتقي بهذا ويُحدث ذاك ، ويتطمن على احوال هذا ، ودائماً يسأل عن حياه اولئك العُشاق في أعلى المُدرج ، لم يُهمل عاشقاً له ابداً ..

 

 

 

في ليلةٍ ما ، حققت حُلمك وحُلم الملايين ، يا لها من مُتعةً اشعر بها ، يحترق الفشل أمام عيّني ، وأستلذ لمنظر رماده ، كان مشهد مُذهل ، أشبه بالتوقيع على وثيقه النجاح وإعتماده ، شيء لا يوصف ابداً ..

 

قُلت لك في صِغري أنك علمتني الأمل ، وها أنت في هذه اللقطه تُؤكد أن الأمل نهايه طريقه النجاح ، علمّتني الطموح ، فما أعظم الطموح عندما يقودني إلى النجاح ، مُعتلياً قمم الجبال مُؤكداً على صحة مُعتقدي ..

 

علمتني الرغبه ، فأظهرت لي الواقع أجمل من الخيال ، علمّتني و علمّتني و علمّتني ، وفي كل لقطه كنت تؤكد لي أن ما كُنت تعلمّه ، لابُد وأن يأتي يوماً لتعرف نتيجته ، وكأن كل ما تتفوّه به محسوبٌ لوقتٍ بعينه ..

 

بدأ معك يومٌ جديد ، وبالتأكيد كان سيبدأ معك سيناريو آخر وقصةً مُختلفه مع هذه الإطلاله ، إستيقظت من نومي باكراً ، حتى قبل ان تُشرق الشمس ، اتذكر ان الوقت كان فجراً ، ولم أكن استمع إلى شيء ..

 

كان التلفاز مُغلقاً ، وحتى ذلك الراديو العتيق بدأ يفقد قُدرته ولم يكن يعمل ، إستيقظت سريعاً ، ثم بدأت اسير بخطواتٍ بطيئه ، ذاهباً إلى تلك الشُرفه هُناك ، لأرى كيف يبدو العالم من الخارج في هذه الساعات ..

 

كنت الوحيد المُستيقظ في تلك الساعه ، كان منظر الشوارع جميلاً ، مُتلألئاً ، شعرت أنني كنت امتلك كل شيء ، وفجأه وجدتك بجانبي ، ألقيت السلام ، ثم طلبت مني الجلوس ، قبل الجلوس ، هل تريد قهوةً معي؟

 

أنزلت رأسك بالإيجاب ، إرتشفنا القهوه ، وبدأنا نتبادل اطراف الحديث ، حينها أخبرتني أن موعد رحيلك قد إقترب ، الخبر كان له وقع الصاعقه بالنسبه لي ، حياةٌ كامله كانت معك يا خافيير ، أمر ليس بالهيّن !

 

لم استوعب ما قال ، قُلت لعلني كُنت أحلم؟ ، ما أجمل الحُلم حين تلتقي فيه عقولنا واجسادنا ، وما أقبح واقعه وحقيقته ، إلتفت إليك فلم أجدك ، فبدأت اتأمل في الشوارع وأنا افكّر في حقيقة ماقُلت وسردت ..

 

الأمر لم يكن بسيطاً ، ولكن لعلها كانت سُنة الحياه ، مجيءٌ بفرحةً عارمه ، مُراهقه بروح التفاؤل ، شبابٌ برغبات النجاح وطرد الإنكسار من كل القواميس ، قيمٌ حميده تعلمتها منك وأنت علمتّني إياها ..

 

 

 

 

أفكاري الآن تُصارعني ، طيلة حياتي كُنت اعرف ما اقوله لك ، واُجيد كيفيه ترتيب الكلمات لإلقائها عليّك كُلما سنحت لنا الفُرصه بالإلتقاء ، ولكن الآن ماذا عساي أن اقول لك يا مُسن بـ روح الشباب !؟

 

كُل شيءٍ صار علي ممنوعٌ ومحظور ، لم يعد بإستطاعتي تمنّي شيء مثلما كُنت افعل بالأمس ، الوضع اليوم تغيّر ، لم يعد الواقع جميلاً مثلما كان بالأمس ، رغم صعوبه الامس إلا ان جمال الصعوبه لم يكن يضاهى ..

 

لا استطيع ان اكتم مشاعري ، أرجوك دعني اُصارحك ، فـ أنا الآن لا اوّدعك بمُفردك أنت ، بل أوّدع شعبٌ غفير ، كان دائماً ينظرُ إليك ويرى فيك النجاح بأجمل صوره وأبهى حُلله ، ستنتهي الحكايه يا رفاق !

 

اليوم أوّدع الروح الإنتصاريه ، أوّدع الشباب المُسن ، أوّدع الرغبه والعزيمه ، أوّدع الإصرار والإنتصار ، أوّدع كل الأشياء الجميله في صورة رجلٌ واحد ، يااااه ! كم هي أليمه يا خافيير ، قسوت عليّ كثيراً !

 

نتجمع أنا والرفاق عند تلك الأبواب من جديد ، كما كُنا نفعل قبل أكثر من 15 سنه ، نُحدث بعضنا ونتبادل الافكار حولك ، ولكن هذه المره لن نتبادلها ولن تُعيقنا بعض الامور مثل الإختلاف في وجهات النظر ..

 

هذه المرة سنحزن ، هذه المرة سنبكي ، هذه المرة سنوّدع رمزاً لطالما كان قدوةً في كل شيء ، كان جميلاً في كل شيء ، كان ولا زال ذو شخصيةٍ مُتفرده ، أكثر تميزاً في كل شيء ومن كل شيء ..

 

لنوّدعه الآن يا رفاق ، الإسطوره شارف على الرحيل ، حدثٌ صعب على قلوبنا ، سترحل الآن يا خافيير ، لكن ثق تماماً أن مكانك في القلب كما كان دائماً لن يتغير ، نفس الحُب ، نفس الاحترام ، ونفس الوله ..

 

ولكن إن ودعتنا ورحلت ، أرجوك يا خافيير ، لا تنسى ان تُطل عليّنا مثل كُل صباح ، وكرر على مسامعنا كلماتك الشهيره " جئتكم ولهاً قبل أن تصلوا إلى هياماً " ..

 

وداعــــــاً خــــــافــــيــــيــــر !!

الأربعاء، 30 أبريل 2014

العقل والحياه ..




دروس الحياه مُستمره لا تتوقف ولا تنقطع ، مع كل عثرةٍ تجد علامةً بارزه ، تؤكد لك شيئاً تستشهد به ، تستفيد به في المرحله المُقبله من حياتك ، أخطاء وعلامات ..

تتقدم خطوةً للأمام ، تليها خطوه ، ترى على مد بصرك تلك العراقيل ، فتستفيد من تلك الدروس الأولى ، وتكتسب شيئاً جديد مع هذه العراقيل الجديده ..

الحياه عباره عن علم لا حدود له ، في كل يوم درسٌ مفيد ، وفي كل لحظة معلومةٍ جديده ، من خلالها تكوّن في مخيّلتك موسوعه التعامل مع الظروف الحيّاتيه ..

وكما نعرفُ جميعاً أن التعمق في مجال العلم أمر يحثنا عليه ديننا الحنيف ، في كل تفاصيل الحياه الدينيه والدنيويه تجد دلالات حثيثه على قيمه هذا العلم ..

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " ..

وكذلك الرسول عليه الصلاه والسلام يقول " " إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ : إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ " ..


وهُنا نُدرك ان قيمه العلم في حياتنا الدنيويه ، وفي ديننا الحنيف الذي ترتبط أساسياته بشتى امور حياتنا اليوميه ، المسأله ليست مجرد كلماتٍ فحسب !


العلم ليس مجرد معلومات عابره ، او كتب معينه ، او تقاريرٍ و بحوث ، إطلاقاً ليست كذلك ، العلم بحر ، يتفرع منه الكثير من العيون التي تروي ضمأك ..


مسأله التعمق في هذا المحيط أمر آخر ، مختلف عن اي شيء ، يشهد صراعاتٍ فكريه ، وحروب أدبيه ، في سبيل البحث عن حقيقةٍ ما ، أردت يوماً ان تعرفها ..


ايضاً العلم له تفاصيل وجزئيات دائماً تنغمس في حياه الشخص الذي يحاول دائماً ان يغوص في بحيّرات العلم ، فينعكس ذلك الامر ايضاً على سلوكياته الحيّاتيه ..


فيبدأ بالتفكير والبحث عن حلٍ لمشكلةٍ ما تواجهه في حياته ، بإسلوبٍ مختلف ، بعيد عن التسرع والطيش ، يحاول ايضاً ان يجعل من تلك المشكله سبباً ..


لقادمٍ أفضل ، الله يقدّره له ، فتكون تلك المشكله من سبباً في توتر حياته ، إلى سبباً آخر رُبما يكون مُساعداً لبدء مرحلةٍ جديده في حياته ، لم يخطط لها !


فالجوانب الإيجابيه في هذا المجال كثيره ، منها المرئي والمسموع والمحسوس ، جوانب كثيره وطويله ، وكما أسلفنا سابقاً ، الفائده دائماً حاضره معه ..


ميّز الله سبحانه وتعالى الإنسان بالعقل عن كل تلك المخلوقات ، الحيوانات و النباتات ، وكل دابةٍ توجد على هذه الارض ، فقلك نعمه ، أحسن إستخدامها وإستغلالها ..


القيّم التي يُرسّخها الانسان في عقله ، منذ مرحله طفولته ، عبوراً إلى مرحله الشباب والمراهقه ، وصولاً إلى مرحله النُضج ، ثم أخيراً مراحل الشيخوخه ..


كل تلك الامور تميّز العقل عن الآخر ، للقيم تأثير كبير على تفكير الإنسان ، وطريقه تعامله مع الحياه البشريه ، تلك القيم ايضاً تحدد لك اهداف حياتك ..


كيف تُريد ان تكون ، وما شكل حياتك التي رسمتها في مخيلتك ، هل فقط تستيقظ كل يوم صباحاً ، ثم تذهب إلى العمل ، وتعود الى المنزل ، وتأكل وتنام ، ثم تمضي؟


أم ان هناك اسباب اخرى امام عيّنيك ، عقلك لا يترك لك مجالاً لتجاهلها؟ تتعمق في اسبابها وحيثياتها ، لتُدرك ان تواجدها في حياتك لأمرٍ مُسبب وحقيقي؟


اسأله كثيره تتبادر الى الذهن ، التفكير والتعمق في البحث عن الإجابه ، أمر بحد ذاته ينم عن الإجتهاد الكبير في العمل على فهم ما يجري ، ومايدور حولك ..


بإستطاعه اي شخص ان يكتب تلك الكلمات ، ويرصف الكلمات المنمّقه ، لكن فعلياً ، من يجرؤ على تنفيذ ذلك في عالمنا هذا ، وخصوصاً في هذا العصر ؟


مسأله العلم والبحث في تفاصيله ، تكاد تنقرض ، امر لا يعني الكثيرين ، بقدر ما تهمهم حضور حفل عشاء ، مشاهده فيلم في السينما ، أو حتى السفر لمجرد التنزه!


لكل شيءٍ في حياتك عليك حق ، جسدك أول من تُعطيه حقه ، تنام وتمنحه الراحه اللازمه التي يحتاجها ، ايضاً غذائك لهذا الجسم أحد الحقوق ..


فتُغذيه بأفضل الصور ، لوالديك حق ، فتبرهما كما أمر ديننا الحنيف ، ولطريقك الذي تمشي فيه حق ، إحترامك له وللمارة المشاه أحد تلك الحقوق ..


ولكن أين حق عقلك ؟ هل فكرت يوماً ان تمنح له جزءاً من تلك الحقوق التي تمنحها لجسدك ، والديّك ، طريقك ، إلخ ..؟


المؤلم في الأمر أن حتى مسأله التفكير البسيطه أصبح يستصعبها أجيالنا الحاليه ، فيُهمل العقل تماماً ، مما ينعكس على حياته اليوميه بالأمور السلبيه ..


فنجد مسأله الطلاق قد إزدادت بشده ، لأن في الاساس في بدايه العلاقه لم يكون هناك اي تفكير في ابعاد العلاقه والتفاهم بين العقول والافكار ..


نُسي العقل ، فتدمّرت العلاقه ! كل شيء في حياتنا مرتبط بالعقل وطريقه التفكير ، ما ان اهملنا تلك الجوانب ، حتى فسدت أغلب أمورنا الحيّاتيه ..


ومع ذلك نستمر في إفساد العقل ، بإهماله وتهميشه ، وتستمر المشاكل معنا طيله حياتنا ، فلا نتدبّر في اسبابها ، ولا نبحث في ابعادها ، ولا نتّعظ من حكمتها ..


فتأتي المُشكله ، وتذهب في حال سبيلها ، ونحن لم نستفد اي شيء ٍ إطلاقاً من تلك المحنه ، فتكون سنين الحياه ذهبت مع الأيام وإندثرت دون أي إستفاده ..


كُن ذو عقلٍ مُتدبّر ، مُدرك لكل شيء ، باحثاً عن ما يتوارد إلى عقلك ، فاهماً واعياً مُدركاً لتلك الأسباب ، إبحث فتّش نقّب ، إمنح عقلك ما يستحق ..


من دون عقلك ، من تكون ؟ .. من دون وعيّك من أنت ؟ .. من دون إدراكك إلى ماذا ترمز؟ من دون تفكيرك وتدبّرك إلى ماذا تُشير ..؟


لاشيء ، إطلاقاً لا شيء .. إختر حياتك كما يجب تراها ، وكما ينبغي ان تكون ، إما أن تكون ذو عقلٍ يُسلسل لك الحياه بطريقةٍ نظاميه ..


وإما أن تعيشها بإسلوبٍ همجي ، عشوائي ، غير مُنظم .. فإن نُزع العقل من الرأس ، ما الذي يميّزنا عن البهائم التي تعيش فقط لمجرد الحياه ، دون اي هدف حقيقي !

الجمعة، 25 أبريل 2014

إرقد بسلام !





# مُقدمه . .


الحياه مليئه بالأشياء الإيجابيه واُخرّ سلبيه ، نسلك فيها طرق لا نعلم هويتها ،

هل نحن بالفعل نسلك طريقاً صحيحاً؟ أم نحن نتوّهم بصحة الخطأ ونقنع نفسنا به ,


نكون فيها عباره عن كُتّاب ، كلٍ منا يمسك بيده قلم ، مُحضراً تلك الأوراق على المكتب ,

ثم نهمّ بالبدء ، نكتب بإسلوبنا الخاص ، ونسرد قصة رُبما كانت ستُخلد بعد رحيلنا . .


الحياه أحياناً تكون قاسيه . . ولكن ربما كانت قسوتها أرحم علينا من كل شيء . .

نبدأ بالتدرج في ذلك الطريق ، أحياناً في أعالي السحاب ، وأحياناً في جذور الأرض . .


وعند نهايه الطريق ورقه . . كُتب عليها . . حان وقت الرحيل . . إستعد !

إفتح كتابك . . ودع غيرك يقرأ ما كنت تكتب . . لعل هناك قصه يستفيد منها الآخرون !


في كل صفحه . . ومع كل فصل . . جُمل وفقرات تُحدد هوّيه الكاتب وملامحه . .

يستخرجها ويستنتجها القارئ ، ليتذوق تلك التفاصيل كما لو كانت قهوةً صباحيه!







بعد مُعاناةٍ طويله , ومُستمره معه من مرحلةٍ لأخرى ، تيتو فيلانوفا يرحل عن الحياه . .

أسقط المنشفه مُستسلماً لذلك المرض اللعين ، خبر كان حزين ومُفجع للجميع ,

 

جاء بصمت ، عمل بصمت ، حقق ليغا تاريخيه أيضاً بصمت ، ولم يسمعه أحد !

رحل بصمت ، ودّع بصمت ، مُقبلاً على عالمٍ آخر ، دون أن يشعر به أحد !

 

على الرغم من قِصر مُدته وفترته ، إلا ان التاريخ مُجبر دائماً على تذكره ،

هو ذلك الرجل الذي حقق الليغا برقم نقطي تاريخي " 100 " نقطه ..

 

إن رحل بجسده . . وذكراه . . أرقامه ستُخلد ولن ينساها تاريخنا الحيّ . .

إن رحل بجسده . . وذكراه . . الحاضر لن ينسى رجل حقق الكثير كـ مُساعد قبل مدرب . .

 

إن رحل بجسده . . وذكراه . . لن ينسى أحد ذلك الرجل الشُجاع . .

الذي صارع وحارب ذلك المرض اللعين . . لأكثر من 3 سنوات . .

 

رغم أن المرض كان ينهش في جسده ، ومُختلف خلاياه . . 

إلا انه كان دائماً حاضراً مع البارسا ، جسدياً او حتى نفسياً . .

 

رجل إحترم مهنته ، فأصبحت إحترافيته مضرب مثل . . لرجال المبادئ . .

ستظل أرقامه وذكراه محفوره في قلوب وعقول مُشجعي البارسا . . 

 

لن تُنسى يا تيتو !

 

 

 


لنعرف حقيقه ذلك المرض ، لنُدرك جميعاً أي عذابٍ كان يُعانيه تيتو فيلانوفا في تلك الفتره؟

أولاً يجب ان نسأل انفسنا ، ما هو السرطان بالضبط؟ وما الذي يُسببه ذلك المرض اللعين !؟

 

السرطان عباره عن مرض ذو خلايا عدائيه قابل للنمو والإنقسام من دون حدود . .

هذه الخلايا تملك قدره كبيره على اختراق جميع الأنسجه وتدميرها كلياً . .

 

هذه القُدرات هي من يُطلق عليه وصف أو لقب " المرض الخبيث " بعكس الورم الحميد . .

الذي تكون له قدره معينه ولا يستطيع ابداً غزو الخلايا المجاوره او التنقل بينها . .

 

كل الاعمار مُعرضه لخطر الإصابه بذلك المرض ، ولكن كلما تقدم الانسان في السن ، 

زادت عُرضته لذلك المرض ،  النسبه المؤيه للوفاة بذلك المرض هي 13 % . . 


يموت بسبب هذا المرض تقريباً 7,6 مليون شخص سنوياً ، وهذا رقم كبير وهائل !

أسباب خطيره جداً ، ومُؤثره على نفسيه أي شخص تعرض لهذا المرض . .




.


 

في فتره البارسا الذهبيه ،  الكُل كان يُثني على بيب . . وينسى دوره . .

على الرغم من أن بيب كان يضع كل اسراره في جُعبه هذا الرجل النزيه . .


كان ذراعه الأيمن في كل شيء . . كان صديقه و زميله وربما أكثر . .

حتى في أزمته كان مُلازماً له . . مُتتبعاً حالته أولاً بأول . .

 

إرقُد بسلام أيها الرجل النزيه . . عشت شامخاً مُكتسباً لإحترام الجميع . .

ورحلت بصمتٍ و هدوء . . مثل حال أغلبيه الشُرفاء في هذا العالم . .


كنت رجلاً خلوق . . مُهذب . . مهني وإحترافي في تعاملك مع الجميع . .

كُنت رجُلاً صلب ، عانيّت وقاسيّت . . إلا أن نفذ مخزون طاقتك . .


رحلت بجسدك . . وغادرت هذا العالم بهدوء . . ولم تُفارق ذاكرتنا . .

إرقد بسلام . . لعل الرحيل كان افضل بالنسبه لك من تلك المُعاناه . .




تيتو فيلانوفا . . رجل لم تُنصفه أقلامنا في حياته . . 

ولكن التاريخ لن ينساه حتى في مماته . . إرقُد بسلام !

الأربعاء، 19 مارس 2014

; باقة وردٍ , لك اُرسلها يا إبن الأطلس !

# إبن الأطلس , يقتحم عاصمه الرومان . .




نموذجٍ يُثبت للعالم أجمع , أن عناصرنا العربيه ليست أقل أهميه من تلك النجوم الأوروبيه ,
وأن لا علاقه للنجاح بالجنسيات المُتعدده والمُتفرقه , ضرب " المهدي " أجمل مثال لهذه النقطه ,

لم يعُد فخراً لأبناء المغرب فحسب , بل أضحى فخراً لكُل العرب , وضرب مسماره في لوح النجاح ,
مع بداية الموسم , تعاقد معه روما ولكن لم يكُن يُنتظر منه هذا النجاح الباهر , بحكم إصابته بالرباط الصليبي,

بـ " 13 " مليون جيء به إلى روما , ومُنذ الدقيقه الاولى وهو يُثبت نفسه في سماء الفريق العاصمي ,
يُقال أن المُدافع لا يُطلب منه شيئاً سوى الحفاظ على عُذريه شباكه , ورد الخصوم على التفكير بذلك ,

إلا أن " المهدي " لم يكتفي بذلك , بل حتى أصبح يُنافس مُهاجمي فريقه على لقب " هداف الفريق " !
يوماً بعد يوم , تزداد ثقه الجميع بهذا الشاب اليافع , فصار اول ركائز الفريق وبلا مبالغه أهم أعمدته ,

وتمضي الأيام شيئاً فشيئاً , فيُصبح هذا اللاعب " القائد الثالث " للفريق بعد " توتي " و " دي روسي " ,
علماً بأن هُناك أقدم منه , وأكثر منه أحقيه في إستلام شاره القياده , الا ان روحه القياده سلبت الشاره من زملائه ,

لك أن تتخيل عزيزي القارئ , هل تعلم أن " بن عطيه " هو اللاعب العربي الوحيد في تاريخ الكالتشيو ,
الذي يستلم شاره قياده فريقه ؟ وكم المُده التي إنتظرها يا ترى؟ إنه لم يكن سُوى الموسم الأول يا ساده !



# عُيون كباره القاره العجوز ، لا تُكذّبنا !




عندما يهتم " البارسا " ويُراقب " اليونايتد " ويتربّص " البايرن " ويدرس تحركاته " السيتي " ,
تُدرك حينها أن إمكانيات " المهدي " مُذهله , وترتقي بالفعل لأن تكون من ضمن النخبه في اوروبا ,

فـ " البارسا " مُنذ زمن وهو يُعاني من أزمه دفاعيه , ومسؤوليه تعويض " بويول " كبيره ع أي لاعب ,
أي قيمةٍ تحملها يا إبن الأطلس لتكون " معوضاً " لإسطوره الكامب نو , وأهم رموزه الحيّه !؟

أيضاً " مانشستر يونايتد " خطوطه الخلفيه ليست بحالٍ جيّده , خصوصاً مع الرحيل الرسمي للقائد " فيديتش " ,
فـ عندما يُعوّل عليك لتكون معوضاً لـ " القائد " في كلا المحطتين , عندها تتيّقن بأنك ذو قيمةٍ لا تُناقش ,

كذلك " بايرن ميونخ " الذي يعتبر أقوى فريق في اوروبا , على الرغم من هشاشه الدفاعيه التي لا ترتقي لقيمته!
و " السيتي " لم يترك الأمر إلا ودخل في المنافسه , كل تلك الاهتمامات , تستحقك وأنت تستحقها يا إبن الأطلس !

لم تلعب إلى جانب " مالديني " , ولم تتشرب من صلابه " نيستا " ولم تتذوق حتى رزانه " باريزي " ,
ولكن من رحم المُعاناه , يُولد الإبداع , من آمن بنفسه يوماً , لأن يكون كبيراً , لا يُمكن للظروف ان تُقزّم منه ,

أرقام " روما " هذا الموسم , تُؤكد قيمه هذا الرجل , دفاع " روما " ثاني أقوى دفاع في اوروبا , بعد " البايرن " ,
رقم مُذهل , و لـ " المهدي " فيه , نصيبُ اسدٍ من المديح , بلا مُبالغه , لو تواجد مدافع آخر في مكانه ,

لم تكن لتحلم روما بتحقيق ذلك الإنجاز !



# إنصاف وليس تهليل !






المسأله يا ساده ليست " تهليل " أو حتى " تطبيل " أو ربما شيء من المبالغه كما يعتقد البعض ,
رُبما يعتبر أحدهم أن ما خطته أناملي مُبالغه زائفه , لسببين , كل سبب مُرتبط بالآخر ,

أولهم أنني " رومانيستا " , والعاطفه رُبما تأخذني بعيداً , عن كل الأمور الواقعيه ,
والثاني هو أن " المهدي " عربيّ الهوّيه , وكما هي عادات العرب , خلف عواطفهم يندرجون !

إطلاقاً ليست كذلك , أول الأسباب ليس صحيحاً , ولا اراه منطقياً , في الامور الواقعيه , المجامله فاشله!
والثاني قد يكون فيه شيءٌ من الحقيقه مع الأسف ، فـ " عروبتنا " دائماً تسير وراء ما يشعر به القلب من عاطفه ,

ولكن مُجمل الحديث لم يكن إسهاب في مجامله , لم يكن الا " حقيقه " الأرقام , مُزجت برُقيّ المُستوى ..
الوقوف عند تلك الحروف , و وضع النقاط فوقها كان أمراً حتمي , فـ الحروف بلا نقاط , لن تُقرأ !

والعربه بلا وقود ، لن تسير ، والدفء بلا نيران , إطلاقاً لن تشعر به , الامر بغايه البساطه مُسببات ,
إن حدثت , تكتمل الصوره بالشكل السليمه , وإن تم فقدان أحد زواياها , لن تظهر الا كـ لوح زجاجٍ مكسور !

بلا إطاله , وبكل إختصار , " المهدي " بن عطيه هذا الموسم , أحد افضل مدافعي اوروبا وبلا مُبالغه ,
إن لم يُنصفه القلم , ولم ينال حقه وما يستحقه , بكل تأكيد لُغه الارقام هي من تتصدى لعوائقه وتُتقن إنصافه !