الأحد، 28 ديسمبر 2014

( توتي ليس اسطوره ) !!



                                               - مُـــقـــدمـــة

غريبه بعض العقول كيف تستطيع تقمص بعض الادوار في اوقاتٍ معينه من هذا الزمن ثم كـ طين الصلصال تتشكل كيفما تريد وحيثما تشاء ، تصوّر لك المواقف مثلما تتخيلها ، تحاول اقناعك بشيء تعتقد انه عباره عن حقائق مرئيه ، لكن في الحقيقيه هي مجرد احلامٍ عابره لا يشاهدها الا في خياله ، او بعبارةٍ اخرى ، يرسمون الواقع بدقةٍ متناهيه ، وعند الوصول الى نقطة الهدف ، يتم تغيير الواقع بحيث يتناسب مع فكرتهم الجديده ، لا توجد اي استراتيجيات او معايير واضحه ومحدده ، كل ما في الامر ، اُقنعك بان الواقع خيال ، وان الخيال حقيقه على ارض الواقع !


                                        ( تـــوتـــي لــيــس إسطــــــورة ) !!

تلك بعض الامور التي يحاول بعض ( السُذج ) اقناعك بها ، بحجة عدد البطولات ، رغم انه بنفسه يعترف ان البطولات لا تُحدد نجوميه اللاعب ، النصف الاول في غرّة هذه الفقرة يُنافي النصف الآخر ، لكن بحسب فكره مُعتقده لا يراه كذلك ، ايمانه بالشق الاول لتبرير اوضاع بعض نجومه المفضلين ، وفي الشق الثاني لاقناعك بمحدودية امكانيات نجمك المفضل ، مما يتضح للعيان ان تلك العينه تتخذ من بعض التفاصيل سبباً في انتقاد ما لا يصح انتقاده ، النجم يصنع نفسه في الملعب ، يكوّن لنفسه اسم و سمعه وشهره ، لا تصنعه البطولات والمنصات ، كلما استمعت لتلك النقاشات شعرت بانقباضات روحي لدنائه طريقه التفكير التي استشعرها ، لو كانت النجوم تُقاس بالبطولات لاصبح فالديس اعظم من بوفون ، و اربيلوا افضل من مالديني ، وامثال توريس يتفوقون بسنين ضوئيه عن باجيو و ديل بييرو!

ليس هناك زمن يخبرك بعدد لحظات حياتك ، وليس هناك منبّه ينذرك باقتراب نهايتك ، كل شيء في هذه الحياه انت تصنعه ، بامكانك ان تصنع شيئاً عظيماً من العدم ، وفي ذات اللحظه بامكانك ان تهدم شيء جميل لتوّه اكتمل ، العقل هو من يتحكم بكل شيء ، هو من يفكر ، يتخيل ، يكوّن لك الصور الحقيقيه لكل ما يدور بداخله ، احسن استخدامه كما يجب ، ولا تكن سفيهاً يسمع القول من هذا ويردده مثل الببغاء ، قد يكون هناك شخص لا تُحبه ، واحياناً تصل الى درجة كرهه ، وذلك امر اعتبره غريزي ، الحب والكره من الله وحده ، لا يمكن لاي شخص ان يتحكم به ويغيره طالما ان الله قد حكم و قدّر ذلك ، لكن الله لم يقل اظلم هذا ، ولاا تُنصف ذاك ، انظر للامور بروّيه وكل حياديه ، ولا تجعل التعصب يُظهرك امام العالم حقيراً سفيهاً لا يعرف شيئاً سوى الذي يسمعه من الناس ويرده دون ادنى فكرة عما يقول ، اكره و لا تُحب ، ولكن إياك واستغفال عقلك !


                                         ( سيء خُلق ، لا يستحق انصافاً ) !!

تلك افكار الرماديه التي تؤذن بقدوم عُهر فكري لا يجب ان تستمر بيننا طويلاً ، حيث انها تزرع النبته الفاسدة ، التي تُفسد اخوتها بدلاً من اضفاء بعض النقاء عليها ، ونقل الحيويه اليها كما يفعل الجميع ، سيء الخُلق ليس بالضروره ان يكون غبياً ، فاشلاً ، منبوذاً بين طبقات المجتمع ، فـ الخُلق طبع ، يتطبّعه الانسان من تجاربه في الحياه ، لا يؤثر على عقله بالسلب او بالايجاب ، قد يمنح العالم صورة ايجابيه و جميله عن الشخص نفسه ، لكن انعدامه بالطبع لا يُنقص منه ، هو ميزه تُضاف اليه ، ان سحبتها لا تُنقص من قيمه وقدر الشخص نفسه ، مثلاً اللاعب الخلوق المعدوم الموهبه لن بُعطيك ما تريد وتنتظر في الملعب ، الاخلاق وحدها لا تصعد بك الى منصات التتويج بالبطولات ، لكن الموهبه وحدها بامكانها ان تفعل ذلك ، داخل المستطيل بامكانك ان تُثني وتنتقد من تُحب ، لكن خارجه لا يحق لك ذلك ، لان تلك حياة شخصيه تعود للشخص نفسه ولا علاقه للناس بما يفعله وينطق به ، داخل الملعب هو مُلزم بتقديم ما يُطلب منه ويأمل به الكثير من الناس ، اما خارجه ، لا يحق لاحد ان ينتقد سلوكياته وتصرفاته طالما هي بعيده كل البعد عن المستطيل الاخضر ..


الانغلاق داخل دائره التعصب يُعميك ، لا يجعلك تبصر ما يجب عليك ان تراه وتشاهده ، والنظر الى الامور بحكمه وتروي ، يجعلك توازن الاحداث بميزان العقل ، الذي لم يخطئ يوماً ويرجح كفة احدهم على الاخر ، باختصارٍ شديد و دون الاطاله في الحديث ، من ينتقص من لاعبٍ بعينه بحجة اخلاقه ( مفلس رياضياً ) وغير قابل للنقاش ، ومن يمجد ويعظم اخلاقاً دون النظر والالتفات للموهبه ، يثبت للعالم اجمع ان الاخلاق لا تعنيه ابداً ، و لكن هدفه كان واضحاً من البدايه ، شنّ بعض الحملات على بعض الاشخاص لايهام الناس بشيء غير حقيقي و واقعي ، وتحويله لسببٍ ما الى شيء رئيسي او ( غرفه ) يتم الدخول من بابها الى عالم ( خالف تُعرف ) !!



                                                ( خــــــاتــــمــــه )   ه     

توتي اسطورة عظيمه لا يمكن ان يكررها التاريخ مرتين ، يحبه الكثيرين ويكرهه الاكثر ، ربما بسبب وفائه !؟ رفضه لمُعظم انديه اوروبا العريقه !؟ او حتى استمراريته بنفس الرتم والاداء وهو يشارف على عقده الرابع ، او ربما بسبب اعتزال او رحيل معظم اساطير الانديه و بقائه هو كما بدأ صغيراً ، من فريق المدينه الى فريق الشعب ، توتي وُلد في روما ، ولا يزال في روما ، وسيستمر في روما ، حتى عند اعتزاله سيعتزل في روما ثم يعمل ادارياً في روما ، عندما يضحي اللاعب بكل شيء من اجلها ، هي ايضاً تقدّر التضحيات وتضحي من اجله ، وفي نهايه حديثي اكتفي بقول المعلق العظيم و الكبير عيسى الحربين ، عندما قال عنه ذات يوم : 



                                            ( مسكين اللي ما عنده توتي ) !! 



اخوكم // محمد العجمي @iLRe10