الأربعاء، 30 أبريل 2014

العقل والحياه ..




دروس الحياه مُستمره لا تتوقف ولا تنقطع ، مع كل عثرةٍ تجد علامةً بارزه ، تؤكد لك شيئاً تستشهد به ، تستفيد به في المرحله المُقبله من حياتك ، أخطاء وعلامات ..

تتقدم خطوةً للأمام ، تليها خطوه ، ترى على مد بصرك تلك العراقيل ، فتستفيد من تلك الدروس الأولى ، وتكتسب شيئاً جديد مع هذه العراقيل الجديده ..

الحياه عباره عن علم لا حدود له ، في كل يوم درسٌ مفيد ، وفي كل لحظة معلومةٍ جديده ، من خلالها تكوّن في مخيّلتك موسوعه التعامل مع الظروف الحيّاتيه ..

وكما نعرفُ جميعاً أن التعمق في مجال العلم أمر يحثنا عليه ديننا الحنيف ، في كل تفاصيل الحياه الدينيه والدنيويه تجد دلالات حثيثه على قيمه هذا العلم ..

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " ..

وكذلك الرسول عليه الصلاه والسلام يقول " " إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ : إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ " ..


وهُنا نُدرك ان قيمه العلم في حياتنا الدنيويه ، وفي ديننا الحنيف الذي ترتبط أساسياته بشتى امور حياتنا اليوميه ، المسأله ليست مجرد كلماتٍ فحسب !


العلم ليس مجرد معلومات عابره ، او كتب معينه ، او تقاريرٍ و بحوث ، إطلاقاً ليست كذلك ، العلم بحر ، يتفرع منه الكثير من العيون التي تروي ضمأك ..


مسأله التعمق في هذا المحيط أمر آخر ، مختلف عن اي شيء ، يشهد صراعاتٍ فكريه ، وحروب أدبيه ، في سبيل البحث عن حقيقةٍ ما ، أردت يوماً ان تعرفها ..


ايضاً العلم له تفاصيل وجزئيات دائماً تنغمس في حياه الشخص الذي يحاول دائماً ان يغوص في بحيّرات العلم ، فينعكس ذلك الامر ايضاً على سلوكياته الحيّاتيه ..


فيبدأ بالتفكير والبحث عن حلٍ لمشكلةٍ ما تواجهه في حياته ، بإسلوبٍ مختلف ، بعيد عن التسرع والطيش ، يحاول ايضاً ان يجعل من تلك المشكله سبباً ..


لقادمٍ أفضل ، الله يقدّره له ، فتكون تلك المشكله من سبباً في توتر حياته ، إلى سبباً آخر رُبما يكون مُساعداً لبدء مرحلةٍ جديده في حياته ، لم يخطط لها !


فالجوانب الإيجابيه في هذا المجال كثيره ، منها المرئي والمسموع والمحسوس ، جوانب كثيره وطويله ، وكما أسلفنا سابقاً ، الفائده دائماً حاضره معه ..


ميّز الله سبحانه وتعالى الإنسان بالعقل عن كل تلك المخلوقات ، الحيوانات و النباتات ، وكل دابةٍ توجد على هذه الارض ، فقلك نعمه ، أحسن إستخدامها وإستغلالها ..


القيّم التي يُرسّخها الانسان في عقله ، منذ مرحله طفولته ، عبوراً إلى مرحله الشباب والمراهقه ، وصولاً إلى مرحله النُضج ، ثم أخيراً مراحل الشيخوخه ..


كل تلك الامور تميّز العقل عن الآخر ، للقيم تأثير كبير على تفكير الإنسان ، وطريقه تعامله مع الحياه البشريه ، تلك القيم ايضاً تحدد لك اهداف حياتك ..


كيف تُريد ان تكون ، وما شكل حياتك التي رسمتها في مخيلتك ، هل فقط تستيقظ كل يوم صباحاً ، ثم تذهب إلى العمل ، وتعود الى المنزل ، وتأكل وتنام ، ثم تمضي؟


أم ان هناك اسباب اخرى امام عيّنيك ، عقلك لا يترك لك مجالاً لتجاهلها؟ تتعمق في اسبابها وحيثياتها ، لتُدرك ان تواجدها في حياتك لأمرٍ مُسبب وحقيقي؟


اسأله كثيره تتبادر الى الذهن ، التفكير والتعمق في البحث عن الإجابه ، أمر بحد ذاته ينم عن الإجتهاد الكبير في العمل على فهم ما يجري ، ومايدور حولك ..


بإستطاعه اي شخص ان يكتب تلك الكلمات ، ويرصف الكلمات المنمّقه ، لكن فعلياً ، من يجرؤ على تنفيذ ذلك في عالمنا هذا ، وخصوصاً في هذا العصر ؟


مسأله العلم والبحث في تفاصيله ، تكاد تنقرض ، امر لا يعني الكثيرين ، بقدر ما تهمهم حضور حفل عشاء ، مشاهده فيلم في السينما ، أو حتى السفر لمجرد التنزه!


لكل شيءٍ في حياتك عليك حق ، جسدك أول من تُعطيه حقه ، تنام وتمنحه الراحه اللازمه التي يحتاجها ، ايضاً غذائك لهذا الجسم أحد الحقوق ..


فتُغذيه بأفضل الصور ، لوالديك حق ، فتبرهما كما أمر ديننا الحنيف ، ولطريقك الذي تمشي فيه حق ، إحترامك له وللمارة المشاه أحد تلك الحقوق ..


ولكن أين حق عقلك ؟ هل فكرت يوماً ان تمنح له جزءاً من تلك الحقوق التي تمنحها لجسدك ، والديّك ، طريقك ، إلخ ..؟


المؤلم في الأمر أن حتى مسأله التفكير البسيطه أصبح يستصعبها أجيالنا الحاليه ، فيُهمل العقل تماماً ، مما ينعكس على حياته اليوميه بالأمور السلبيه ..


فنجد مسأله الطلاق قد إزدادت بشده ، لأن في الاساس في بدايه العلاقه لم يكون هناك اي تفكير في ابعاد العلاقه والتفاهم بين العقول والافكار ..


نُسي العقل ، فتدمّرت العلاقه ! كل شيء في حياتنا مرتبط بالعقل وطريقه التفكير ، ما ان اهملنا تلك الجوانب ، حتى فسدت أغلب أمورنا الحيّاتيه ..


ومع ذلك نستمر في إفساد العقل ، بإهماله وتهميشه ، وتستمر المشاكل معنا طيله حياتنا ، فلا نتدبّر في اسبابها ، ولا نبحث في ابعادها ، ولا نتّعظ من حكمتها ..


فتأتي المُشكله ، وتذهب في حال سبيلها ، ونحن لم نستفد اي شيء ٍ إطلاقاً من تلك المحنه ، فتكون سنين الحياه ذهبت مع الأيام وإندثرت دون أي إستفاده ..


كُن ذو عقلٍ مُتدبّر ، مُدرك لكل شيء ، باحثاً عن ما يتوارد إلى عقلك ، فاهماً واعياً مُدركاً لتلك الأسباب ، إبحث فتّش نقّب ، إمنح عقلك ما يستحق ..


من دون عقلك ، من تكون ؟ .. من دون وعيّك من أنت ؟ .. من دون إدراكك إلى ماذا ترمز؟ من دون تفكيرك وتدبّرك إلى ماذا تُشير ..؟


لاشيء ، إطلاقاً لا شيء .. إختر حياتك كما يجب تراها ، وكما ينبغي ان تكون ، إما أن تكون ذو عقلٍ يُسلسل لك الحياه بطريقةٍ نظاميه ..


وإما أن تعيشها بإسلوبٍ همجي ، عشوائي ، غير مُنظم .. فإن نُزع العقل من الرأس ، ما الذي يميّزنا عن البهائم التي تعيش فقط لمجرد الحياه ، دون اي هدف حقيقي !

الجمعة، 25 أبريل 2014

إرقد بسلام !





# مُقدمه . .


الحياه مليئه بالأشياء الإيجابيه واُخرّ سلبيه ، نسلك فيها طرق لا نعلم هويتها ،

هل نحن بالفعل نسلك طريقاً صحيحاً؟ أم نحن نتوّهم بصحة الخطأ ونقنع نفسنا به ,


نكون فيها عباره عن كُتّاب ، كلٍ منا يمسك بيده قلم ، مُحضراً تلك الأوراق على المكتب ,

ثم نهمّ بالبدء ، نكتب بإسلوبنا الخاص ، ونسرد قصة رُبما كانت ستُخلد بعد رحيلنا . .


الحياه أحياناً تكون قاسيه . . ولكن ربما كانت قسوتها أرحم علينا من كل شيء . .

نبدأ بالتدرج في ذلك الطريق ، أحياناً في أعالي السحاب ، وأحياناً في جذور الأرض . .


وعند نهايه الطريق ورقه . . كُتب عليها . . حان وقت الرحيل . . إستعد !

إفتح كتابك . . ودع غيرك يقرأ ما كنت تكتب . . لعل هناك قصه يستفيد منها الآخرون !


في كل صفحه . . ومع كل فصل . . جُمل وفقرات تُحدد هوّيه الكاتب وملامحه . .

يستخرجها ويستنتجها القارئ ، ليتذوق تلك التفاصيل كما لو كانت قهوةً صباحيه!







بعد مُعاناةٍ طويله , ومُستمره معه من مرحلةٍ لأخرى ، تيتو فيلانوفا يرحل عن الحياه . .

أسقط المنشفه مُستسلماً لذلك المرض اللعين ، خبر كان حزين ومُفجع للجميع ,

 

جاء بصمت ، عمل بصمت ، حقق ليغا تاريخيه أيضاً بصمت ، ولم يسمعه أحد !

رحل بصمت ، ودّع بصمت ، مُقبلاً على عالمٍ آخر ، دون أن يشعر به أحد !

 

على الرغم من قِصر مُدته وفترته ، إلا ان التاريخ مُجبر دائماً على تذكره ،

هو ذلك الرجل الذي حقق الليغا برقم نقطي تاريخي " 100 " نقطه ..

 

إن رحل بجسده . . وذكراه . . أرقامه ستُخلد ولن ينساها تاريخنا الحيّ . .

إن رحل بجسده . . وذكراه . . الحاضر لن ينسى رجل حقق الكثير كـ مُساعد قبل مدرب . .

 

إن رحل بجسده . . وذكراه . . لن ينسى أحد ذلك الرجل الشُجاع . .

الذي صارع وحارب ذلك المرض اللعين . . لأكثر من 3 سنوات . .

 

رغم أن المرض كان ينهش في جسده ، ومُختلف خلاياه . . 

إلا انه كان دائماً حاضراً مع البارسا ، جسدياً او حتى نفسياً . .

 

رجل إحترم مهنته ، فأصبحت إحترافيته مضرب مثل . . لرجال المبادئ . .

ستظل أرقامه وذكراه محفوره في قلوب وعقول مُشجعي البارسا . . 

 

لن تُنسى يا تيتو !

 

 

 


لنعرف حقيقه ذلك المرض ، لنُدرك جميعاً أي عذابٍ كان يُعانيه تيتو فيلانوفا في تلك الفتره؟

أولاً يجب ان نسأل انفسنا ، ما هو السرطان بالضبط؟ وما الذي يُسببه ذلك المرض اللعين !؟

 

السرطان عباره عن مرض ذو خلايا عدائيه قابل للنمو والإنقسام من دون حدود . .

هذه الخلايا تملك قدره كبيره على اختراق جميع الأنسجه وتدميرها كلياً . .

 

هذه القُدرات هي من يُطلق عليه وصف أو لقب " المرض الخبيث " بعكس الورم الحميد . .

الذي تكون له قدره معينه ولا يستطيع ابداً غزو الخلايا المجاوره او التنقل بينها . .

 

كل الاعمار مُعرضه لخطر الإصابه بذلك المرض ، ولكن كلما تقدم الانسان في السن ، 

زادت عُرضته لذلك المرض ،  النسبه المؤيه للوفاة بذلك المرض هي 13 % . . 


يموت بسبب هذا المرض تقريباً 7,6 مليون شخص سنوياً ، وهذا رقم كبير وهائل !

أسباب خطيره جداً ، ومُؤثره على نفسيه أي شخص تعرض لهذا المرض . .




.


 

في فتره البارسا الذهبيه ،  الكُل كان يُثني على بيب . . وينسى دوره . .

على الرغم من أن بيب كان يضع كل اسراره في جُعبه هذا الرجل النزيه . .


كان ذراعه الأيمن في كل شيء . . كان صديقه و زميله وربما أكثر . .

حتى في أزمته كان مُلازماً له . . مُتتبعاً حالته أولاً بأول . .

 

إرقُد بسلام أيها الرجل النزيه . . عشت شامخاً مُكتسباً لإحترام الجميع . .

ورحلت بصمتٍ و هدوء . . مثل حال أغلبيه الشُرفاء في هذا العالم . .


كنت رجلاً خلوق . . مُهذب . . مهني وإحترافي في تعاملك مع الجميع . .

كُنت رجُلاً صلب ، عانيّت وقاسيّت . . إلا أن نفذ مخزون طاقتك . .


رحلت بجسدك . . وغادرت هذا العالم بهدوء . . ولم تُفارق ذاكرتنا . .

إرقد بسلام . . لعل الرحيل كان افضل بالنسبه لك من تلك المُعاناه . .




تيتو فيلانوفا . . رجل لم تُنصفه أقلامنا في حياته . . 

ولكن التاريخ لن ينساه حتى في مماته . . إرقُد بسلام !