# مــــقــــدمــــه . .
مُنذ بدايه هذه الحياه ، يفتح الطفل عيّنيه ليُبصر واقعه المُنتظر ، تتشكل آمال وتتكون أحلامه يوماً تلو الآخر ..
ووتبلور معها جزيئات هذه الحياه ، فيعيش أفراحها تارةً ، ويتذوق أحزانها تارةً اخرى ، وهكذا تدور الحياه ..
كل شيء مُنذ البدايه يكون بطريقةٍ فطريه وغريزيه ، بِمَ يعيش ، كيف يفرح ، وبأي طريقةٍ يحزن ، كل شيءٍ مُقدّر ..
لا يملك خياراً سوى الإنقياد خلف مؤشرات القلب ، هي من تحدد طرقه ، ثم تحدثه بصوتٍ خافت ، إسلكها !
بعض المناسبات يحدثك فيها قلمك ، ما خطبك يا صديقي ؟ تلك المناسبه المنتظره هل من المعقول قد نسيتها؟
هل يُعقل أن تتركها تمر من بين ثناياك مرور الكِرام ؟ إن كان الامر كذلك لا يُفسره الا سببين لا ثالث لهما ..
إما أن تكون شخصاً آخر أنا شخصياً لا اعرفك ، وإما أن تكون قد نزعت قلبك وعقلك لذلك لا تُدرك أهميه اللحظه ..
هلّم إلى اوراقك ، ودعني أقفز بين أصابعك ، وأطلق العنان لمشاعرك ، نتشارك سوياً طريق تلك الرحله !
في السابع و العشرين من سبتمبر وُلد رجلاً هُناك في روما ، قيل انه في يومٍ ما سيكون ذو شأنٍ عظيم ، لكنها كانت مُجرد أقاويل يتداولها الناس فيما بينهم ، على غِرار ما كان يحدث في سابق العصور ، ولكن هذه المره لم تكن مجرد أحاديث عابرة ..
هذا اليوم كان يوماً مُقدّس بكل ما تعنيه الكلمه من معنى لكل أبناء روما ، معها وُلد ذاك الرجل الذي عمّر روما ومعه عاشت أياماً جميله وإزدهرت ، بعدما حرقها نيرون في يومٍ ما وأهلك كل شعبها ، ذاك الفتى أعاد إعمارها وإحتوى شعبها بفؤاده الكبير ..
معه أشرقت الشمس ، وزّعت أشعتها على قلب العجوز ، وعلى خد المُسن ، إحتظن القمر طفلاً ، فكانت له الكواكب تبتسم لتُحدثه " أكمل إبتسامتك يا بُني ، ليس حلماً ، ولا خيالاً ، ولا تشوبه الخزعبلات ، بل واقعاً أجمل من الحلم ذاته ، عيشه اليوم ! " ..
كان يُحدث الشوارع ، هل فعلاً كُنتِ تنتظريني؟ فيُكمله الناس " ألم تعلم ذلك ؟ " .. فلم يكن يُجيب ثم يستمر بسرد اسألته ، أجبني من فضلك " هل فعلاً كُنتم تحلمون بي ؟ " .. فيصمتُ الشارع طويلاً ، ويلتف الناس بأكملها حول ذلك الفتى اليافع ليستمعوا ..
وبعد وقتٍ طويل ترد كل الشوارع في آنٍ واحد وبصوتٍ واحد " أنت من خبأته في أحظاني يوماً ، وأنت من أخرجته للناس دوماً ، وأنت من سيكون مُستقبلاً ، ذا شأنٍ وذا رفعةٍ وسيذكرك الناس انك هرمٍ وتسود اُناسٍ وقوماً " ..
إبتسم الشاب ثم بدأ يخطو خطواته للأمام ، تلك الكلمات أثرت كثيراً في نفسه ، بدأ يثق بنفسه ثم يُفكر ، إنهم يحملون آمالاً كبيرة عليّ ، وربما نفسي لا تتحملها ، ماذا عساي أن افعل؟ هل تعلم؟ الرجال لا يتراجعون سأمضي وأرى ما يُخبئه لي زماني !
بدأ الشاب يمضي وإتجه إلى ذلك المعلم الجميل ، إنه الكولسيوم ، تجوّل في أنحائه ليرى ما يُخبئه بين جدرانه وخلف نوافذه ، فرأى عجوزٍ مُسن هُناك في أقصى تلك الزاويه ، قال له " ما جاء بك إلى هُنا يا بُني ، هل كنت تبحث عن شيء لعلي أساعدك؟ "
فقال له " ما هذا ، وما الذي انا فيه ، هل تستطيع ان تُخبرني عن هذا المكان؟ ولِمَ يأتيه الناس بكثرة من شتّى بقاع الارض؟ "
قال له " لِمَ أجيبك أنا على ما يتبادر في ذهنك وتتسائل عنه؟ إسأله أنت بنفسك سيُجيبك على كل تساؤلات ، هيّا جرّب ! " ..
مرةً أخرى يُعيد ذلك الشاب تساؤلاته " قُل لي من فضلك ، من أنت؟ ولِمَ كُل هؤلاء يأتونك من شتّى بقاع الارض؟ وما الذي يُميّزك ليكتّظ الناس بهذه الطريقه على ابوابك ؟ ولِمَ شكلك يبدو هكذا؟ من فضلك أجبني لدي تساؤلاتٍ كثيره ! " ..
قال له " أنا بيّت آبائك وأجدادك ، هُنا تجمّعت قطرات دماء أهاليك الأولين ، هنا يتذكر الناس آبائهم وأجدادهم من خلال تلك الأسماء ، ظلمني اُناسٍ كثير ، ولم يُنصفني اُناسٍ أكثر ، ولكنني كنت اعلم انك ستأتي يوماً لتُنصفني وتقدّر ما انا فيه " ..
فأجاب ذلك الفتى " أنا؟ لِمَ كل هؤلاء الناس يرون فيّ ذلك ؟ انا لستُ رجلاً خارقاً افعل كل شيء ! أنا من هنا ، من أرضكم وبقاعكم ، لم آتيكم من الفضاء لتطلبوا مني كل ذلك ، بالله عليك قُل لي كلاماً آخر غير ذلك الذي تفوّهت به ، أرجوك! " ..
قال له " بل أنت سماؤنا على الأرض ، وإن كُنت شاباً اليوم وتعتقد أنك محدود الإمكانيات ، ستكُبر غداً وتتذكر أحاديث كُل هؤلاء الناس ، وستعرف حينها أننا لم نخطئ أبداً عندما حدثناك بهذه المفردات ، وبهذه الصيّغ المتأمله والشديده التفاؤل " ..
أدار ظهره ذلك الفتى ثم رحل ، بدأ يمشي في الطُرقات فيستمع الى همهمات الناس عنه ، وتهامس كبار السن وصغارهم حوله ، ومع تلك الاحاديث يزداد إعجابه بنفسه ، وتزداد ثقته ويزداد اشتياقه لذلك المُستقبل الذي سيرى فيه كل ماقيل وسُمع !
كبُر ذلك الفتى وأصبح رجلاً ، وبدأ يشعر بمسؤوليه وأهميه أن تحمل آمال وأمنيات وأحلام شعباً بأكمله ، كان أشبه بكتابٍ جديد وفريد ، كُتب بلا قلم ، سُرد بلا أحرف ، وطُبع بلا حبرٍ ولا طابعات ، كان شيئاً إستثنائياً في كل شيء ، كل شيء !
أحرف ذلك الكتاب كانوا عشاقه ، أبوابه قلوبهم ، وفصوله مشاعرهم ، وغلافه كل جوارحهم ، من رحم الإعجاز وُلدت تلك الإسطوره لتُخبر كل العالم بصوتٍ خافت ، أنا جئت إليّك مثلما كان ذلك الشعب يتمنى ويحترق إنتظاراً ، لقد جئت !
سأزيح كل تلك السطور ، وسأجلس أعلى ذلك الكُرسي ، وسأصل إلى مكانةٍ لم يصل سواي وإياي ، ولن يُفكر أحد يوماً أن يُزحزحني منها ، وضع كُرسيه هُناك ، جلس ثم قلّب عيّناه مُتأملاً بل مُتحدثاً " هذا عالمي اليوم ، أين عالمكم الآن ؟ " ..
تتمحوّر حوله العُيون ، تدمع لإدراكها تلك اللحظه ، الشوارع تحتظن بعضها ، والمسارح تُغني له ، الأراضي بدأت بالإخضرار ، وبدأت الملاعب تُمطر ولهاً وشغفاً ، لقد أقبل يا رفاق ! نعم لقد أقبل ، أعدوا العِدة لإستقباله ، إنه قادم لا محاله !
رسائل الشُكر تنهال في أحضان تلك الأم ، شُكراً وتعبيراً عن الإمتنان لتلك الجوهره العظيمه ، ورسائل الشكر ايضاً تتمحور حول ذلك الأب ، الجميع فخور بإبنكم ، ليس فقط فخوراً به ، بل مُعتزاً بمعاصرته ، يا لها من لحظاتٍ خاصه ، يا لها من لحظات !
يرى في عيون أبناء شعبه عظمه الأحلام ، وتبدأ الصخور تحت أقدامه بالتفتت خضوعاً لذهب قدميّه ، كل شيءٍ في العاصمه بدأ يتغيّر ، الشغف إزداد ، الوله يكبر يوماً تلو الآخر ، والكولسيوم يكاد يُغيّر إسمه حُباً فيه إلى فرانشيسكو توتي !
عندما كُنت صغيراً كنت استمتع إلى عظمه الرومان في إمبراطورياتهم ، وما كان صنيعهم ، من يوليوس قيصر واغسطس ، إلى قسطنطين ونيرون ، لكلٍ منهم كانت أعمال تحكي عنهم ، وكنت اقرأ ويشدني جداً ما اقرأه ، واستغرب فعلاً لما اقرأه ..
ولكن احياناً عقلي لا يتقبل بعض الامور ، او بمعنى آخر " استكرها " ، ولكن لم يخطر لي يوماً انني سأعاصر أحد قياصرتهم وأباطيرهم ، ولكنني فعلت ذلك ، عشت كل تفاصيل بناء الامبراطوريه ، من الصقيع إلى اللهب ، من الحظيظ إلى السمو !
كنت اعيشه في اليوم ألف مرة ، ومع كل مرة كان يزورني ، كان يُحدثني ويشعر بما اشعر به ، كنت اذا تسائلت عن شيء يأتي إلي سريعاً مُلبياً ليُجيب ، ما رأت عيّناي ملكاً يُصغي إلى اصوات شعبه مثله ، ولم اشعر برقه مشاعر كـ تلك المشاعر قط !
كنت اقول " هل يشعر بما نكنه له ؟ هل يُدرك إلى أي درجةً نُحبه ونعشقه؟ هل يعلم حق العلم إلى أين وصل حُبه بنا ؟ " ..
كان يأتيني ويقول " إلى حد الجُنون ؟ أليس كذلك يا صديقي؟ ولكن هناك امراً ما أنتم كلكم لا تعلمونه ولم تدركوه " ..
تعجبت لحديثه ثم قُلت " وهل هناك شيء ما يخصك ولا نُدركه يا مُلهمي ؟ " قال نعم ! ، ثم قُلت " هلُمّ ، أخبرني ما هو؟ "
قال " أنتم جميعاً لا تُدركون أنني اشاطركم ذات الجنون ، بل فُتنت بكم قبل ان تعشقوني وتُحبوني " ..
" أيُعقل ذلك يا فاتني؟ وهل يُعقل ان تعشقنا أكثر مما نعشقك؟ لو أدركت ما نحمله لك بين صدورنا رُبما لن يتحرك لسانك من هوّل من نكنه لك ، بالنسبه لنا انت ثالثُ اساسيات هذه الحياه ، بعد الهواء المُستنشق ، وبعد الماء الذي تستمر به الحياه " !
ليس من السهل ان تصعد سُلم التاريخ وتصل إلى قمته بعد أن كنت هناك في أسفله ، خصوصاً وأنك لا تملك المقوّمات اللازمه والكافيه التي تُساعدك لصعود وتسّلق ذلك السُلم ، لكنك فعلت! أي عزيمةٍ تمتلك وأي إصرارٍ لديك يا مُلهمي !؟
رغم أنك كنت ترمق الطريق وترى هُناك عثره ، وبجانبها عراقيل ، وهناك لوحةً كُبرى كُتب عليها . .
(( الـــــفـــــشـــــل أقـــــرب للـــــواقـــــع . . مـــــن الـــــوصـــــول إلـــــى الــــنــــجــــاح )) !!
كان يصعد درجةً ثم يسقط ، يرقى بالأخرى ثم يعرج ، وفي كل مرةً يرى كُرسي هُناك في نهايه ذلك السُلم ، يلمع في عيّنيه ، يرمقه ويقول ، لن أهدأ حتى أجلس هُناك ، ما أقسى الظروف ، وما اصعب الواقع يا فرانشيسكو !
ولأنه كان رجلاً ذو عزيمه تكفي 1000 رجل ، كان يقول " الفارسُ الشهم ، لا يرمي سيفه ويهرب " ، وكنت كذلك!
كان يظهر كما عوّدنا دائماً ، وكما كان يُسمعنا " الرجال لا يسقطون . . والفُرسان لا يهربون " ..
خطوةً بخطوة . . درجةً بدرجه . . بدأ يتسلق ذلك السُلم حتى وصل إلى قمته . . بدأ يلوّح للشعب بيديّه الكريمتين . .
هُنا سنبدأ طريقنا يا قوم . . من هُنا سنلعن كُل العثرات اللعينه . . لنكن معاً كفاً بكف . . يداً بيد نحو مُستقبلٍ أجمل !
مُسحت السجلات ، ولُغيت الصفحات ، بدأ الملك يضع ختمه الملكي على مُجلدات كُتب التاريخ ، وإن سبقني إليك أحدٌ غيري ، إلا ان بصمتي لم يجرؤ أحداً على وضعها قبلي ، ولن يفعل أحداً ما فعلته أنا حتى بعد أن اغادر ، ثق بذلك ايها الكتاب اللعين!
فُتحت أبواب الامبراطوريه على مصراعيّها ، وتم إعلان تقلّد الإمبراطور الجديد وتسلّمه مقاليد الحُكم ومفاتيح الإمبراطوريه ، الآن سيبدأ عصرٌ جديد في عهد هذه الامبراطوريه ، عصرٌ مُختلف ، سيتذكره الناس كثيراً وربما لن ينساه أحداً قط !
توّجه الملك إلى تلك القاعه المُثيره ، كانت غريبه الشكل ، ولا يدخلها احد الا في وقت الإجتماعات المُهمه والعاجله ، كان يسمع تمتمات اُناسٍ يعرفُ اصواتهم جيداً ، ولكن مسمعه لم يكن يُميزهم بعد ، إقترب من ذلك الباب حتى فتح الباب ودخل ..
وجد اُناسٍ يعرفهم يتشاورون فيما بينهم فيما يخص امبراطوريتهم الجديد ومليكهم الجديد ، دخل والابتسامه تغمّر عيّنيه ، وبمجرد دخوله صمت الجميع ، فقال " لِمَ سكت الجميع.؟ ألم تكونوا تتشاورون في أمرٍ ما ؟ أكمل مشورتكم ! " ..
فقالوا " كُنا نتشاور يا ملك فيما يخص إمبراطوريتنا وكيف سيُنظر لنا العالم اليوم ، وكيف سنُعامل وبِمَ سنُعامِل ، لابُد وان اموراً كثيره ستتغير مُنذ هذه اللحظه ، ولكن يكون هناك شيئاً مُشابه لذلك الواقع الذي عشناه بالأمس قبل قدومك وتقليدك هنا " ..
فقال " نعم ، الامر كذلك ، الامور ستختلف كُلياً ولا خلاف ولا جدال حول ذلك ، سنضرب لهم جميعاً مثلاً في كيفيه الإنتماء ، سنعطيهم امثله في العشق ، سيتناسى العالم بعدها أي قصةٍ ذُكرت قبلنا ، وسنكون نحن المثيل الوحيد " ..
" لن يتذكر الناس روميو وجولييت في فيرونا ، ولن يعرفوا قيسٌ وليلى وعنترٌ وعبله في بلاد العرب ، ولن يهمهم ابداً قصة جدّنا يوليوس مع الفاتنة المصريه كليوباترا ، حتى آيروس وفينوس آلهة الحُب سيُدفن ذكراها ، صدقوني سيحدث! " ..
الثقه كانت مُفرطه من جانب الملك ، الحضور كان مُتعجب من ذلك الحديث ، رغم أنه في كثيرٍ من الأحيان لم يكن يصدق ما يُتلى على مسامعه ، كيف سنطوي ذكرى اُناسٍ ذكرهم التاريخ وعرفناهم من خلاله؟ كيف سنزحزحهم ونحتل مكانتهم ؟؟ ..
كانت له خلطةً سريه لا يعرف اسرارها و لا يُجيد طهيّها إلا فرانشيسكو ، رائحتها شهيّة ومُذهله ، يشمّها الجميع ، ولكن الاجمل من ذلك كُله ، ان لا احد هُناك يجرؤ على تذوقها وإستطعامها إلا العشاق المجانين المُتيّمين ، أي عظمةٍ هذه!
علمتني أن النجوم في حضورك , لا تليق بهم إلا أدوار الكومبارس ,
علمتني ان الأساطير في حضورك , لايُتقنون إلا الخضوع تحت قدميّك ,
علمتني أن للقمر نصفٍ مُضيء , لا نُشاهده إلا برؤيه وجهك ,
علمتني ان طاقه الأساطير محدوده , بينما طاقتك لا تحتاج إلى شحن !
علمتني أن المُتربص بك , مهما بلغ دهائه , سيسقط أمامك رافعاً رايته البيضاء ,
علمتني أن الحاقد , مهما زاد بغضه , سيُفرم بين مطرقه دهائك , وسندان ذكائك ,
علمتني أن الشمس حتى وإن غابت , ومضات سحرك تُنير طريقنا ,
علمتني ان الشمس حتى وإن غابت , قنديل مُتعتك يكون لنا مُرشد ,
علمتني أن العين حتى وإن فُقأت , سحر جنابك يكون عيناً نرى بها ,
علمتني أن الحياه طريقين , الأول يقود لفرانشيسكو , والآخر يُؤدي إلى توتي ,
علمتني , وعلمتني , وعلمتني , ولازلت تُتقن تعليمي بكُل ما أجهله ,
فما كُنا لك إلا تلاميذٍ , وما كُنت لنا الا نِعم الاُستاذ , وخيّر المُعلم !
بل وعلمتني شيئاً أعظم من ذلك كُله :
(( أن الــــطـــريــــق حـــتـــى وإن كــــان مُــــغــــلــــق . . فـــإن الــــمــــلــــك حــــتــــمــــاً ســــيــــمُــــر! ))
لا شيء مُستحيل ، هكذا تعلمت .. لا شيء مُعجز! إلا وجودك بيننا !
لا شيء يستحق البُكاء .. هكذا أيقنت .. إلا رحيلك الذي يقتلني !
لا شيء يحتوى العظمه . . أكثر من وفائك !
لا شيء يحتظن الكبرياء . . أكثر من عشقك !
لا شيء يستحق التصفيق . . إلا حضورك وإطلالتك !
لا شيء يستحق ان تحلُم به . . أكثر من فرانشيسكو !
أنت لست مُجرد حلم . . أو حتى مُجرد أمل !
أنت قصه نجاح . . وُلدت تحت أنقاض الفشل !
أنت لست مُجرد إسطوره . . أو حتى نجمٌ فريد !
أنت قمرٌ يمشي بيننا . . ويُضيء قلوبنا صبُحٍ وعشيّه !
أنت لست مُجرد ملك . . أو شخصٌ يحكم القلوب !
أنت قصة عشق مُذهله سكنت في قلب الكراهيه !
أنت لست روما . . بل روما هي توتي !
كل شيء يتذكرك . . وبك يتذكرون كل شيء !
كل شيء يُحبك . . وبك يعشقون أي شيء !
كل شيءٍ يحلُم بك . . حتى وأعينهم مفتوحه !
يااااه ! أي عشقٍ هذا ، وإلى أين وصلت بنا !
مهما قيل وقالوا ، لن يفهموا ما نشعر به !
ومهما نحن قُلنا لهم ، لن يفهموا ويستوعبوا ماذا تُمثل لنا . .
تباً لنا ، لو سألونا لِمَ تعيشون سنُجيب . .
لكن إن قيل لنا لماذا نُحبك ونعشقك . .
بربك قُل لي . . بماذا سنُجيب؟ ستُشل ألسنتنا !!!
إصابةٍ شنيعه تفتك به , الأطباء يُؤكدون له , ذهابك في ذلك الطريق مُستحيلاً ,
ما أخبرتنا به الطبيعه نُكرره على مسامعك , للأسف هذا هو الواقع المرير ,
عُذراً لكُل مُعادلات الطب , عُذراً لكُل أشعتهم وتشخيصاتهم , الامر لا ينطبق عليه ,
ألا يعلمون بأنك الملك خارق لكُل قوانين الطبيعه ؟ خارج عالمها ومدارها ؟
ألا يعلمون بأن إختلافه عن الجميع , أمرٍ بديهي , أمرٍ طبيعي , أمرٍ إستثنائي ؟
ألا يُدركون أن ما يُطبّق على البقيه , لا يصح تطبيقه عليه إطلاقاً ؟
بإراده الملوك , بمُعجزات الأساطير , ينهض الملك بعد ذلك السقوط المُؤلم ,
ها أنا ذا يا تاريخ , هل تلعب معي مُجدداً ؟ أنا لك , هيّا بنا نلعب جولتنا الاولى ,
يعود الملك لتلك الساحه التي لطالما تألق فيها , لطالما نثر فيها ابداعه ,
من ساحه المجد يخضع التاريخ , هكذا تُعنوّن كُل تفاصيل الطبيعه ,
في مونديال برلين , التتويج باللقب وإعتلاء المنصه امر كان مُستحيلاً ,
أشد المُتفائلين لم يتوقع حدوث ذلك , ولكن بالغرينتا تحدث كُل المعجزات ,
في وقتٍ الأزمات تظهر الرجال , وفي وقت الشدائد تُصنع المُعجزات ,
هذا ما حدث في بلاد الألمان , وهذا ما تم صُنعه في قلبكِ يا برلين ,
ليس ذلك فحسب , الملك أبى إلا ان يضع بصمته في تلك الساحه الأنيقه ,
قدّم أحد أجمل بطولاته مع الاتزوري , أداءٍ مُذهل , راقي , مُدهش ,
يستغرب له من لم يعيش تفاصيله عن قُرب , بينما عُشاقه , إعتادوا على ذلك ,
إعتادوا على إعتلائه لقمه التاريخ , إعتادوا على عبثه به وبكل سجلاته ,
من إصابةٍ شنيعه , لعينه , مُؤلمه , بائسه , وبصفائحٍ معدنيه مُقيته ,
إلا بطلاً للعالم , وأفضل صانع اهداف , وأبرز نجوم البطوله ,
لا عجب في ذلك إطلاقاً , لأنك توتي , يبدو لي الامر إعتيادي ,
ويبدو لغيري أمرٍ إعجازي , لأنه لا يُدرك أدق تفاصيلك !
في اوقاتٍ ما , يشعر المُتيّم بأقصى درجات الطمأنينه , يعيشها بهدوءٍ كبير ,
وعلى النقيض تماماً يعيش الكاره , كوابيسٍ تُؤرق حياته , وتُعكر صفوه ,
ليست مسأله كُره قدم , أو أداءٍ في ملعب , أو كمٍ مُعين من الأهداف ,
المسأله تتجاوز كل تلك الحدود بسرعةٍ كبيره وفائقه للغايه ,
في ذلك الملعب ترى منه سحراً مُباح , يُمتع ناظريّك ويُنعش فُؤادك ,
وخارج الملعب , تراه نموذجاً إستثنائيه , وقدوةٍ عظيمه يُحتذى بها ,
في ذلك الموسم , وبعد أن توّج نفسه بطلاً على كُل ذلك العالم ,
كان لابُد وأن يكتمل فصل تلك القصه , بنقشاتٍ ملكيّه , كما إعتدنا ,
موسمٍ خُرافي , أداءٍ خيالي , وبمركزٍ مُختلف عما كُنا نشاهده فيه ,
أي جبروتٍ تحمله في جُعبتك , وأي إبداعٍ تفقأ به عيّن المُحايدين ؟
في ذلك الموسم , المسأله لم تكن مُجرد عدد اهداف , او مُستوى مُعين ,
لا , بل الامر فاق ذلك بكثير , حتى اصبح يحتار هذا , ويتوه ذاك ,
الأول يتسائل , ثم يطرح سُؤاله على من حوله , لعله يجد إجابه ,
يا ترى , أي أهدافه أجمل؟ , يا ترى , أي أهدافه أعظم ؟
فتكون الإجابه , عُذراً يا صاح , لطالما كان بكمال صورته عظيم ,
فلتعذرني يا صاح , لطالما كان كذلك , بجمال مُتعته أنيقٍ و جميل ,
هدافاً للكالتشيو , هدافاً لأوروبا , صاحب الحذاء الذهبي , وبمركزٍ جديد !
أي عظمه إعتدت على الظهور بها ؟ , أي جُنونٍ تُريد ان توصلنا إليه ؟
تزداد درجات الغليان في قلوب العُشاق , كُلما شاهدوا صورةٍ لك ,
تزداد نبضات أفئدة المُتيّمين , في كُل إطلالةٍ جديده للملك ,
عواطفٍ لا توصف , مشاعرٍ لا تُحصى , أحاسيس لا تُدرك ,
جوارحٍ لا يُستطاع التحكم بها , ماذا فعلت بنا يا مجنون؟
المكان : بين قلب المُحب وعقل الكاره , الزمان : عصر فرانشيسكو ,
الوقت : عندما تنبض قلوب العُشاق , وتنطق بلا لسان !
بعد معاركٍ عديده مع ذلك التاريخ , وبعد جولاتٍ مُتعدده مع عدو الامس ,
وبعد أن ضاقت به الطُرق , وكاد ان يُقطع نفس ذلك التاريخ ,
قرر التاريخ ان يرفع رايته البيضاء , مُستسلماً لذلك الرجل الذي لم يعرف اليأس ,
إعذرني يا فرانشيسكو , طاقتي بدأت تنفذ , لا استطيع المُقاومه وإكمال الجوله ,
فرانشيسكو يُحطم ذلك التاريخ , يُخضعه تحت أقدامه , ويكسر كبريائه ,
بعد أن صمد رقم " نوردال " لأكثر من نصف قرن , وبعد ان عجزوا عنه ,
جاء فرانشيسكو ليُسقط ذلك الجدار بفأسه , ويهدمه بعد أن كان سداً عالياً ,
وكأنه كان يُحدث الجميع , سأبقى صامداً طويلاً , حتى يأتي فرانشيسكو ,
أتى ذلك الرجُل , فما كان لذلك الجدار إلا , أن يركع ويستسلم لعظمته وجبروته ,
كان ولايزال كـ البحر , عطائه وفيراً , وغدره مُؤلماً , هكذا كُنت يا توتي ,
تمت إزاحه ذلك السويدي , من المُقبل يا فرانشيسكو؟ إنه بيولا ,
لنحزم الحقائب معاً , مُستمتعين بتلك الرحله , التي لن تكون طويله !
تمر الأيام , وتمضي السنون , ويُنسى مُدرج الكولسيوم ويُمسح من الذاكره ,
هل هو في روما؟ نحن لا نعرف مَعلمَاً في روما سوى فرانشيسكو توتي !
هذا ما عرفناه معك . . وهذا ما فعلته أنت بذلك المُدرج التاريخي ,
الذي أصبح بفعلتك ماضٍ , تُراث , يُذكر في الروايات فقط لا اكثر !
في صفحات هذه الحياه , نجد مقولةٍ تاريخيه هُنا , وحكمةٍ تُراثيه هُناك ,
بعضها يكون صحيحاً و واقعياً , والبعض الآخر يكون مُجرد هرطقه !
لعل ابرز تلك المقولات هي " لكُل مُجتهدٍ نصيب " , ما أكذبها !
ألم يُشاهدوا كمّيه الإجتهاد الفضيعه التي قام بها ذلك الفتى الاشقر؟
ألم يُشاهدوا كميّه العمل الذي قام به , والذي سطّره في مُختلف الملاعب؟
ألم يُشاهدوا كميّه الأداء ما بين قميصٍ أحمر هُنا , وآخر أزرق هُناك ؟
لا تقُل لي لكُل مُجتهدٍ نصيب , أرجوك صحح تلك المعلومه وغيّرها ,
قُل لكُل مُجتهدٍ إهمال , ولكُل بقرةٍ حلوب , إنجازٍ غير مُستحق ,
هكذا يبدو الأمر عادلاً , وهكذا تبدو الصورة واضحه , وغير مُشوشه ,
إصدقني القول ولا تضع لي وسادةٍ قبيحه لأنام عليها !
لمثله يصحُ قول (( التاريخ يخضع . . وأرقامه تركع )) !!
# مُـــقـــدمــــه . .
مُنذ فترة طويله وأنا مُبتعد عن كتابه المقالات ، وها أنا ذا أعود إليكم من جديد لكتابه مقال لم اُحب ان أكتبه او تخطه يديّ ، الفكرة بأكملها هي توضيح الصوره بالكامل لما يحدث بالساحه الآن من رشق بالتصاريح بين المهدي بن عطيّه ومسؤولي نادي روما مُؤخراً ، هُنا سأضع رأيي الشخصي فيما يدور حالياً ، وكيف تُساق الامور ، وبالحُجه والبراهين ، ليس لظُلم أحد أو مُحاباه لآخر ، وأولاً وأخيراً هو رأيي الشخصي وليس بالضروره أن يقنعك أو يُلزمك بتصديقه ، كونوا معي !
.
.
.
.
قبل إنتقال المهدي بن عطيه صرّح بأنه يحلم بالإنتقال الى ( فريقٍ كبير ) على حد قوله ، مثل برشلونه ، ريال مدريد ، بايرن ميونخ وأنديه النُخبه الاوروبيه المتواجده على الساحه الآن ، وهذا حق مشروع له دون أدنى شك ، لكن أن يخرج هذا التصريح من لاعب لايزال يمتلك عقد مع الفريق حينها ، أمر لا يمت للإحترافيه بصله ، الخروج بتصريح مثل هذا لا يعني شيئاً سوى تقزيم وتحقير بالفريق الذي تنتمي له ، لكن دعونا نعود بالذاكره الى الوراء قليلاً ، ماذا قال المهدي بن عطيه فور قدومه الى روما وبالتحديد في مؤتمر تقديمه رسمياً كـ لاعباً لـ روما ؟
بالحرف الواحد وبالمانشيت العريض :
" رومـــا فــي فــرنــســا يــمــتــلــك شــعــبــيــه عــظــيــمــه " ! !
ماذا يعني ذلك ؟ هل كان نفاقاً من المهدي أولاً ، أم كان تناقضاً منه عند خروجه ؟
ثم بعد خروجه يصدح بصوته عالياً ، كنت اريد البقاء ولكنهم تعاملوا معي بإسلوبٍ غير لائق وقالوا لي بأنهم يحتاجون للمال وكانت تلك إشاره غير مُحترمه من الاداره مما اثار اشمئزازي وضجري !
لنعتبر ان ذلك صحيح ، ولكن صحه الامر لابد وأن يكون لها ادله وبراهين ، أليس كذلك؟ ماذا كان رد الاداره على العروض المُتلقاه من أجل المغربي ؟ ايضاً لنعود بالذاكره الى الوراء قليلاً لنعرف ما حدث ولتتكون لنا الصوره الكامله والسليمه على ماحدث في أجواء الساحه الكرويه !
" بـن عــطــيـه لــيـس للبيــع ، قـيـمـته 61 مــلــيــون " ! !
أيضاً بالمانشيت العريض ، المُدير الرياضي للرومانيستا والتر ساباتيني يُعلنها ، المهدي بن عطيه ليس للبيع ، وقيمته السوقيه تساوي 61 مليون يورو ، حتى أنه في ذات المؤتمر سخر من أحد العروض المُقدمه له بقيمه 30 مليون يورو والتي تفوق القيمه التي انتقل بها قائلاً " هذا المبلغ قيمه قدمه اليُسرى التي لا يستخدمها جيّداً " !
ما يتضّح جلياً أن روما كانت مُتمسكه بالمهدي بن عطيه حتى الرمق الأخير ، لكن بن عطيه هو من أراد الخروج ، وليس العكس كما يصدح ويُندد الدولي المغربي ، لو كان الامر كما زعم بن عطيه وأن روما ارادوا بيعه لأنه بحاجه للمال لكانوا باعوه للسيتي الذي قدم 30 مليون يورو قبل ان يُتمم تعاقده مع مُدافع بورتو مانغالا ، علماً بأن تلك القيمه اعلى من القيمه التي انتقل بها الى بايرن ميونخ ، لكن إطلاقاً لم يوّفق المهدي في تصريحاته ، كان من الأجدر ان يختلق اكذوبه أكثر قناعه لتدخل عقل المُتابع والقارئ والتي مُمكن ان يُصدقها عندما تُسرد عليه !
عندما خرج بن عطيه للإعلام مؤخراً قال بأن إداره روما كذبت عليه عندما وعدته بالتجديد وزياده راتبه ، ولكن ذلك لم يحدث ابداً ، لذلك شعر بشيءٍ من عدم الإحترام من الإداره تجاهه !
حينها شعر بأن العلاقه بين وبين الإداره تقريباً شُرخت ، ولم تعد إطلاقاً كما كانت عليه في سابق عهدها ، ولكن ما الذي حدث بالضبط جرّاء تلك النُقطه ؟
هُنا خبر يُؤكد أن المُدير الرياضي للرومانيستا ، السيد والتر ساباتيني قدم عرض التجديد للدولي المغربي وبالزياده التي يُريدها والتي تم الاتفاق عليها بين جميع الأطراف ، مما يعني ان الموضوع خرج من يد روما لأنها أوفت بما وعدت ونفذت ما كان يطلبه الدولي المغربي ، وأن الكرة الآن اصبحت في ملعب بن عطيه ، لكن اللاعب رفض رفضاً قطعياً التجديد مع النادي ، لأنه كان قد إتفق فعلياً مع بايرن ميونخ الذي استغل وضعيه اللاعب مع إدارته وأن العلاقه بينهم تدّمرت كلياً !
بعد أن أتمم اللاعب انتقاله الى بايرن ميونخ وإنتهت علاقته بالفريق كُلياً ، لم يكتفي ابداً بما حدث ، بل أصبح يُصرح ضد الفريق ويُحاول خلط " الحابل بالنابل " بإختلاق الأكاذيب وتلفيق الأحاديث ونسبها للإداره وهي فعلياً ابداً لم تحدث ..
هنا يعود بن عطيه للتصريح ضد الاداره رغم أنه فعلياً اصبح لاعباً لبايرن ميونخ ، ويختلق الاكاذيب ويلّفق الاحاديث لتشويه صوره الاداره ، وليخرج امام العالم بأن خروجه ابداً لم يكن بسبب المال ، بل كان لأنه ضجر من تصرفات الاداره ، وفي الحقيقه هو خرج لأن البايرن قدم له راتب ضُعف ما كان سيتلقاه في روما ، وبعد فترةٍ ليست بالكبيره ، جاء الرد سريعاً من إداره الفريق على تصريحات المهدي بن عطيه لتوّضح الصوره بشكلٍ عام للجميع ، وما هي حقيقه ما حدث ، وما كان ذلك الا على لسان الرئيس شخصياً !
وهُنا بيان الرئيس جيمس بالوتا رداً على تصريحات الدولي المغربي كما جاء على لسانه ، تصريحات توّضح الحقيقه كامله وأن ما قيل على لسان بن عطيه ما هي الا أكاذيبٍ واشيه إختلقها اللاعب لتحسين صورته وبالمقابل تشويه صوره الاداره امام عامه الجماهير !
خُلاصه ما حدث ، المهدي بن عطيه تفنن في تدليس الحقائق وتزييفها ، مُعتقداً ان تلك الاكاذيب يُمكن ان يتقبلها عقل المُشجع ، ولكن هيهات يا إبن الصحراء ، لو أن روما فعلاً كانت كما وصفتها ، لقيّمت افضل العروض المُقدمه ثم قامت بالبيع ، لكن البيع كان بسعرٍ بخس ، أقل بكثير مما كان ينبغي ان تجنيه هذه الاداره جرّاء عمليه البيع إن كان قد خُطط ورُسم لها !