الاثنين، 16 فبراير 2015

من تحت الانقاض . . رسالة عتب !





                                                     مُـــــقــــدمـــه . . .

بعض الاحيان لا نحتاج لـ اللقاء او تبادل الاحاديث ، لانها ربما ستزيد حِدة المشاكل وتوسع نطاقها ، بل نحتاج لتبادل الرسائل ، او كما اسميها انا " رسم المشاعر " ، دائماً الحرف يحمل بين طيّاته صِدقاً لا يحتمل الشك ، يجوب الارض نقاءً حتى يرتصف الى جانب بابك ، فتصدّقه رغماً لا طوعاً ، لأن الطبيعة المنقطيه تقول ان الحرف ، احياناً يكون اشد صِدقاً من اللسان و اشد قسوةً من السلاح !


                                                 على غير العادة !



         

على غيّر العادة هذه المرّة ، احمل بين اوراق دفتري الكثير من المشاعر ولكن لا استطيع التعبير والبوح بها ، وفي الوقت نفسه لا استطيع كتمانها ، اشعر بأن قلبي المضطرب يريد كسر أضلعي والطيران بعيداً عن قضبانه ، و أن يُحلق في مدى سمائك كسحابةٍ تهطل عتباً و لوماً ، كأن القدر وضع ذلك السيناريو لتفيض اقلامنا صِدقاً بما تحمله افئدتنا ، حتى وان لم تكن إيجابيه !

في وهلةٍ ما سألتك ، ما الذي حلّ بنا ؟ وما السُبل التي آلت إليه اقدارنا اليوم ؟ لا زلت اسأل ولا زلت اسمع صدى اسألتي في ممر توهانك ، لكن حتى الان لا صوت يُجيبني و لا عقل يقنعني !

ربما كانت طريقتي في السؤال بدائيه بعض الشيء ؟! ربما تكن كذلك ، دعنا نُغيّر صيغة وشكل السؤال ، ربما نخرج بنتيجةٍ إيجابيه و نجد حلاً لتلك المُشكله ؟! دعنا نجرب ، ربما تُجدي !؟ 

أتيت إلى بابك مرةً اخرى ، ولكن هذه المرة تحت أمطار العتاب ، التي تهطل بغزارةٍ شديدة ، وكأنها تستعرض مهارتها في تحريك كل ما هو ساكنٌ و ثابت ، المطر يبلل كل اجزاء جسدي وانا اتلو عليك السؤال تلو الاخر ، فإذا بنهايه طريق الاسألة ، اسمع صوتٌ يناديني !! 

هذا سؤالك الاول !؟ وهذي إجابته ! . . هذا سؤالك الثاني ، وتلك ردوده ، وهذا سؤالك الثالث ، وهذا ما في جُعبتي رداً عليه ، الردود كانت منطقيه للغايه ، الرد على الاسأل لم يكن إكتفاء بالعتب ، بقدر ما هو تقديراً له ، حتى مع نهايه الاجوبه ، كانت لك انت ايضاً رسالةً لي ، مثل تلك التي وجههتا لك . . ! 

" اقدّر الكم الرهيب من تلك المشاعر ، واشكرك لانها تدفعني لما تنتظره مني و تصبو إليه ، أنسيت ام تناسيت !؟ انا هواء رئتك الذي يمنحك الحياة ، انا الوان طيّفك التي تبعث لك الامل ، انا الصمود الذي تحتاجه عندما يتمّلكك اليأس ويتمكن منك ! " .. 

ما اجمل تلك الرسائل لانها طمأنتني ، بعثت في نفسي روح الفرح ، ولكن تلك الرسائل يا سيّدي لم تكن منك !! كانت من بنات خيالي التي احتضنت كفي بكل دفئ و رِقة ، لتأخذني معها الى عالم الخيال الذي رسمته انا ، لأهرب من الواقع الذي لا يستطيب لي ولا احبّذه !! 

 اتذكر متى كانت اخر مرة تبادلنا فيها اطراف الحديث ! هل تتذكر انت ؟ كل ما اذكره لقاؤنا الاول ، اتذكر حينها كل ما حدث ، صوت الموسيقى الذي انعكست صورة انغامه في عيني ، وتلك المعزوفه التي كتبت النوته على قلبي ، والاشتياق الذي كاد يموت في قلبي لولا انك مددت يدك لتنتشله من متاهات الظلام ! 


اما اليوم ، فقد تحوّلت اوتار الكمان المُرهفه ، الى صرخاتٍ قاسيه ، توجع القلب اكثر من ملامسته ، تحوّلت الى حبالٍ التفت حول اعناق الامل ، لتموت معها كل تفاصيل القصة القديمه ! 


دّوِن صباحاً بقلم / محمد العجمي !

الأربعاء، 11 فبراير 2015

آسف !!








لا اعرفُ من سُبل الإعتذار الا ما يُشبهكِ 
ما يُداعب جوارحك مثل مُداعبه قطرات الندى
لتلك الوريّقات صباحاً مع اشعة الذهب . .


آسف ينطقها قلبي ، قبل ان يتحدث بها لساني . .
يُغلفها فؤادي ، و تُقدمها يداي ، هلّا صفحتِ !؟


ألم تعلم انني صادقت المطر في غيابك ؟!
كنت اراكِ في كل قطرةٍ تهطل ، عينٌ و قصه !

مرةً تقولي احببتك عنجهيتك لانها تحتكرني . .
واخرى تسرد قصة تعجرف لا ترضى بالقيود !


الم تعلمِ انني  إحتضنت الشوارع في وداعك !؟
كانت ترسم لي آثار سيّرك  وتدفعني لإقتفائها . .

ترشدني لبؤرة اللقاء ، ثم تحيك لي سراباً . .
كانت تتضحك علي بإستمرار ، وانا اتقبّل !


الم تعلمِِ انني جُبت الارض بحثاً عنكِ وفشلت . .
حتى وجدت الورد يناديني ويحثني على السُرعه . .

في قلب الضجيج والضوضاء تجدها .، جليسةً هناك 
تبحث عن سبباً ، تتناسى فيه اي سُبل تجرّها للتفكير . .


إقطفني ، إحتضني بين ساعديّك ، وخُذني لمن يشبهني . .
وقبل تقديمي لها ، تبّسم ، ثغرها يحتاج إبتسامه . .

قدّمني ، إعتذر ، و إحتضن خجلها رغم الضوضاء اللعينه . .
وان أغمضت عيناها ، كن لها سحابةً تحملها فوق الاحلام  . .

*

اريد ان اسمعك ، اتنفسك ، اعيش معكِ الحياه . .
بل اريد مُراقبتك ، انسى انشغالات الحياة لأجلك . .


اريدكِ ان تكون قيّدي و ملاذي ، و سجن حريتي . .
حيث ما وضعت عيني ، وجدتكِ واقعاً لا مفر منه . . 


لا اريد ان تكوني كالليل البارد ، ينهش عظامي . .
كوحشٍ صارٍ ، لا يعرف الرحمة ولا تستجديه . .



اريد فقط ان اعتذر و اقول . . آسف يا عيون قلبي . .
فالحياة دونكِ ميّتة ، حتى وان كانت تبتسم !! 


محمد العجمي 🌹

الجمعة، 9 يناير 2015

(( إنه الديربي يا عزيزي )) !!


                                              - مــــــُـــــقـــدمــــه . . .

احياناً تكون هناك مناسبات خاصه ، له ذكريات سابقه واحلام قادمه ، يترّقبها المرء بشغف ، فإذا هي وصلت ، عد لها ما يعتاد به العاشق الشغوف ، الذي ينتظر لقاء حبيبته ويحسب لرؤياها كل الثواني ، هو يعلم في قرارة نفسه انها قد لا تكون بذات الاهتمام بالنسبه لغيره ، لكنها بالنسبه له تعني الكثير والكثير ، يصوّرها في عقله كأنها هلال في ليلٍ أسود ، او خاتم في اصبع حسناء ، او حتى عصا يحتضنها مُسن كفه تشقق من عناء السنين ..


                                             - لـــــيـــلــــةٍ خــــــــاصــــه . . .

قبل ان يبدأ الموسم ، يتحدثون عنها هناك في روما ، الكل يتناقل الحديث ، كيف ستكون روما هذه السنه ؟ هل ستتلون بألوان الدم ، ام ستكسيها ألوان السماء ، لكلٍ فيهم امنيات ، هذا يتمناها لمن يعشق ، وذاك يريدها لمن يُحب ، وبين هذه و تلك هي فعلاً . . ( لـــيـــلـــةٍ خــــاصـــه ) !!

عند اقتراب موعد هذه الليله ، تُقرع الطبول و تُدق الاجراس والنواقيس ، كل شيء في عاصمة الرومان يتأهب ، والاعلان عن اقتراب موعد ليلتهم الخاصه تراه في كل شيء ، في عيون الشوارع ، في قلوب المسارح ، على رؤوس القِلاع ، وفي عقول كل الملاعب ، كل شيء يتحدث ويقول لك ، يا عزيزي انها ليله الديربي !! 


                                          - طــــــقــــوس الــــديــــربـــي . . . 

دائماً تكون طقوس المباريات إعتياديه ، امر يدركه اي متابع لكرة القدم ، من احاديث صحفيه ، الى اعجاب بخصم واحترامه ما قبل المباراه ، ثم عمليات احماء وخوض لقاء مثلما جرت العاده ، هذا فيما يخص المباريات الاعتياديه ، اما فيما يتعلق بلقاء الديربي فالامر مختلف تماماً !

لا افضليه لفريقٍ على فريق مهما كانت اوضاع الفريقين ، المباراه لا تلعب في الملعب فقط ، حتى في المدرجات ترى ديربي ايضاً ولكن بشكلٍ مختلف ، عمليات العنف والشغف تراها مرأى العين ، قوات الامن العامه تحاصر الملعب ، لا امان ابداً في ليلةٍ كهذه ..

اما مسأله الفوز فذاك امر اخر ، الامر لا يكون مجرد 3 نقاط ، مع صافرة الحكم ، يُحيي الفريق الفائز جنازه الفريق الخاسر ، فيحمل نعشاً تزيّن بشعار الفريق المهزوم ، في اشارةٍ لعلو كعب الفريق الفائز ومدى قوته ، هذه احد طقوس ليله العاصمه الخالده ، إنه الديربي يا عزيزي !

                                           - مــــقـــولــه خــــــالــــده . . .

هي ابرز واعظم تصريحات مدرب الذئاب رودي غارسيا عن هذه الليله ، مُنذ الموسم الاول كان يُدرك قيمه الديربي بالنسبه للفريق و الجماهير والمدينه بأكملها ، رودي غارسيا يقول عن هذه الليله " الديربي لا تلعبه ، الديربي تفوز به " .. دلالةٍ واضحه و صريحه على ان لمباراه الديربي اهميه عظيمه ، يفعل فيها المرء كل شيء من اجل الفوز ، حتى لو اضطر لقتل نفسه في الملعب من اجل تحقيق ذلك ، الفوز ليس 3 نقاط ، الفوز تسيّد مدينه ، انه الديربي يا عزيزي !


                                           - خــــــاتــــمـــه . . .

كل شيء في مثل هذه الليله قد يحدث ، لا الحسابات تُفيد ، ولا الحذر يغيّر الواقع ، تبعات الفوز والخساره في هذه المباراه ابعد مما تتخيل ، لمدة نصف عام الكل يتحدث عن سيّاده المدينه ، تسمع الاصداء في محطات الراديو ، تشاهدها على قنوات التلفاز ، حتى عندما تتجول بين الازقة في الشوارع تسمع الاصداء من عامّة الناس ، اما تكون روما حمراء بلون الدم ، واما ان تصبح زرقاء بألوان السماء ، ولكن الشيء الذي لا يختلف عليه احد ، هو ان الديربي ( ليلةٍ خاصه ) !!

الأحد، 28 ديسمبر 2014

( توتي ليس اسطوره ) !!



                                               - مُـــقـــدمـــة

غريبه بعض العقول كيف تستطيع تقمص بعض الادوار في اوقاتٍ معينه من هذا الزمن ثم كـ طين الصلصال تتشكل كيفما تريد وحيثما تشاء ، تصوّر لك المواقف مثلما تتخيلها ، تحاول اقناعك بشيء تعتقد انه عباره عن حقائق مرئيه ، لكن في الحقيقيه هي مجرد احلامٍ عابره لا يشاهدها الا في خياله ، او بعبارةٍ اخرى ، يرسمون الواقع بدقةٍ متناهيه ، وعند الوصول الى نقطة الهدف ، يتم تغيير الواقع بحيث يتناسب مع فكرتهم الجديده ، لا توجد اي استراتيجيات او معايير واضحه ومحدده ، كل ما في الامر ، اُقنعك بان الواقع خيال ، وان الخيال حقيقه على ارض الواقع !


                                        ( تـــوتـــي لــيــس إسطــــــورة ) !!

تلك بعض الامور التي يحاول بعض ( السُذج ) اقناعك بها ، بحجة عدد البطولات ، رغم انه بنفسه يعترف ان البطولات لا تُحدد نجوميه اللاعب ، النصف الاول في غرّة هذه الفقرة يُنافي النصف الآخر ، لكن بحسب فكره مُعتقده لا يراه كذلك ، ايمانه بالشق الاول لتبرير اوضاع بعض نجومه المفضلين ، وفي الشق الثاني لاقناعك بمحدودية امكانيات نجمك المفضل ، مما يتضح للعيان ان تلك العينه تتخذ من بعض التفاصيل سبباً في انتقاد ما لا يصح انتقاده ، النجم يصنع نفسه في الملعب ، يكوّن لنفسه اسم و سمعه وشهره ، لا تصنعه البطولات والمنصات ، كلما استمعت لتلك النقاشات شعرت بانقباضات روحي لدنائه طريقه التفكير التي استشعرها ، لو كانت النجوم تُقاس بالبطولات لاصبح فالديس اعظم من بوفون ، و اربيلوا افضل من مالديني ، وامثال توريس يتفوقون بسنين ضوئيه عن باجيو و ديل بييرو!

ليس هناك زمن يخبرك بعدد لحظات حياتك ، وليس هناك منبّه ينذرك باقتراب نهايتك ، كل شيء في هذه الحياه انت تصنعه ، بامكانك ان تصنع شيئاً عظيماً من العدم ، وفي ذات اللحظه بامكانك ان تهدم شيء جميل لتوّه اكتمل ، العقل هو من يتحكم بكل شيء ، هو من يفكر ، يتخيل ، يكوّن لك الصور الحقيقيه لكل ما يدور بداخله ، احسن استخدامه كما يجب ، ولا تكن سفيهاً يسمع القول من هذا ويردده مثل الببغاء ، قد يكون هناك شخص لا تُحبه ، واحياناً تصل الى درجة كرهه ، وذلك امر اعتبره غريزي ، الحب والكره من الله وحده ، لا يمكن لاي شخص ان يتحكم به ويغيره طالما ان الله قد حكم و قدّر ذلك ، لكن الله لم يقل اظلم هذا ، ولاا تُنصف ذاك ، انظر للامور بروّيه وكل حياديه ، ولا تجعل التعصب يُظهرك امام العالم حقيراً سفيهاً لا يعرف شيئاً سوى الذي يسمعه من الناس ويرده دون ادنى فكرة عما يقول ، اكره و لا تُحب ، ولكن إياك واستغفال عقلك !


                                         ( سيء خُلق ، لا يستحق انصافاً ) !!

تلك افكار الرماديه التي تؤذن بقدوم عُهر فكري لا يجب ان تستمر بيننا طويلاً ، حيث انها تزرع النبته الفاسدة ، التي تُفسد اخوتها بدلاً من اضفاء بعض النقاء عليها ، ونقل الحيويه اليها كما يفعل الجميع ، سيء الخُلق ليس بالضروره ان يكون غبياً ، فاشلاً ، منبوذاً بين طبقات المجتمع ، فـ الخُلق طبع ، يتطبّعه الانسان من تجاربه في الحياه ، لا يؤثر على عقله بالسلب او بالايجاب ، قد يمنح العالم صورة ايجابيه و جميله عن الشخص نفسه ، لكن انعدامه بالطبع لا يُنقص منه ، هو ميزه تُضاف اليه ، ان سحبتها لا تُنقص من قيمه وقدر الشخص نفسه ، مثلاً اللاعب الخلوق المعدوم الموهبه لن بُعطيك ما تريد وتنتظر في الملعب ، الاخلاق وحدها لا تصعد بك الى منصات التتويج بالبطولات ، لكن الموهبه وحدها بامكانها ان تفعل ذلك ، داخل المستطيل بامكانك ان تُثني وتنتقد من تُحب ، لكن خارجه لا يحق لك ذلك ، لان تلك حياة شخصيه تعود للشخص نفسه ولا علاقه للناس بما يفعله وينطق به ، داخل الملعب هو مُلزم بتقديم ما يُطلب منه ويأمل به الكثير من الناس ، اما خارجه ، لا يحق لاحد ان ينتقد سلوكياته وتصرفاته طالما هي بعيده كل البعد عن المستطيل الاخضر ..


الانغلاق داخل دائره التعصب يُعميك ، لا يجعلك تبصر ما يجب عليك ان تراه وتشاهده ، والنظر الى الامور بحكمه وتروي ، يجعلك توازن الاحداث بميزان العقل ، الذي لم يخطئ يوماً ويرجح كفة احدهم على الاخر ، باختصارٍ شديد و دون الاطاله في الحديث ، من ينتقص من لاعبٍ بعينه بحجة اخلاقه ( مفلس رياضياً ) وغير قابل للنقاش ، ومن يمجد ويعظم اخلاقاً دون النظر والالتفات للموهبه ، يثبت للعالم اجمع ان الاخلاق لا تعنيه ابداً ، و لكن هدفه كان واضحاً من البدايه ، شنّ بعض الحملات على بعض الاشخاص لايهام الناس بشيء غير حقيقي و واقعي ، وتحويله لسببٍ ما الى شيء رئيسي او ( غرفه ) يتم الدخول من بابها الى عالم ( خالف تُعرف ) !!



                                                ( خــــــاتــــمــــه )   ه     

توتي اسطورة عظيمه لا يمكن ان يكررها التاريخ مرتين ، يحبه الكثيرين ويكرهه الاكثر ، ربما بسبب وفائه !؟ رفضه لمُعظم انديه اوروبا العريقه !؟ او حتى استمراريته بنفس الرتم والاداء وهو يشارف على عقده الرابع ، او ربما بسبب اعتزال او رحيل معظم اساطير الانديه و بقائه هو كما بدأ صغيراً ، من فريق المدينه الى فريق الشعب ، توتي وُلد في روما ، ولا يزال في روما ، وسيستمر في روما ، حتى عند اعتزاله سيعتزل في روما ثم يعمل ادارياً في روما ، عندما يضحي اللاعب بكل شيء من اجلها ، هي ايضاً تقدّر التضحيات وتضحي من اجله ، وفي نهايه حديثي اكتفي بقول المعلق العظيم و الكبير عيسى الحربين ، عندما قال عنه ذات يوم : 



                                            ( مسكين اللي ما عنده توتي ) !! 



اخوكم // محمد العجمي @iLRe10 

الجمعة، 26 سبتمبر 2014

27-9 موّلد الإمبراطوريه . . روما . . أحرقها نيرون . . وأعاد توتي إعمارها !






# مــــقــــدمــــه . .




مُنذ بدايه هذه الحياه ، يفتح الطفل عيّنيه ليُبصر واقعه المُنتظر ، تتشكل آمال وتتكون أحلامه يوماً تلو الآخر ..

ووتبلور معها جزيئات هذه الحياه ، فيعيش أفراحها تارةً ، ويتذوق أحزانها تارةً اخرى ، وهكذا تدور الحياه ..


كل شيء مُنذ البدايه يكون بطريقةٍ فطريه وغريزيه ، بِمَ يعيش ، كيف يفرح ، وبأي طريقةٍ يحزن ، كل شيءٍ مُقدّر ..

لا يملك خياراً سوى الإنقياد خلف مؤشرات القلب ، هي من تحدد طرقه ، ثم تحدثه بصوتٍ خافت ، إسلكها !


بعض المناسبات يحدثك فيها قلمك ، ما خطبك يا صديقي ؟ تلك المناسبه المنتظره هل من المعقول قد نسيتها؟

هل يُعقل أن تتركها تمر من بين ثناياك مرور الكِرام ؟ إن كان الامر كذلك لا يُفسره الا سببين لا ثالث لهما ..


إما أن تكون شخصاً آخر أنا شخصياً لا اعرفك ، وإما أن تكون قد نزعت قلبك وعقلك لذلك لا تُدرك أهميه اللحظه ..

هلّم إلى اوراقك ، ودعني أقفز بين أصابعك ، وأطلق العنان لمشاعرك ، نتشارك سوياً طريق تلك الرحله !



 


في السابع و العشرين من سبتمبر وُلد رجلاً هُناك في روما ، قيل انه في يومٍ ما سيكون ذو شأنٍ عظيم ، لكنها كانت مُجرد أقاويل يتداولها الناس فيما بينهم ، على غِرار ما كان يحدث في سابق العصور ، ولكن هذه المره لم تكن مجرد أحاديث عابرة ..


هذا اليوم كان يوماً مُقدّس بكل ما تعنيه الكلمه من معنى لكل أبناء روما ، معها وُلد ذاك الرجل الذي عمّر روما ومعه عاشت أياماً جميله وإزدهرت ، بعدما حرقها نيرون في يومٍ ما وأهلك كل شعبها ، ذاك الفتى أعاد إعمارها وإحتوى شعبها بفؤاده الكبير ..


معه أشرقت الشمس ، وزّعت أشعتها على قلب العجوز ، وعلى خد المُسن ، إحتظن القمر طفلاً ، فكانت له الكواكب تبتسم لتُحدثه " أكمل إبتسامتك يا بُني ، ليس حلماً ، ولا خيالاً ، ولا تشوبه الخزعبلات ، بل واقعاً أجمل من الحلم ذاته ، عيشه اليوم ! " ..


كان يُحدث الشوارع ، هل فعلاً كُنتِ تنتظريني؟ فيُكمله الناس " ألم تعلم ذلك ؟ " .. فلم يكن يُجيب ثم يستمر بسرد اسألته ، أجبني من فضلك " هل فعلاً كُنتم تحلمون بي ؟ " .. فيصمتُ الشارع طويلاً ، ويلتف الناس بأكملها حول ذلك الفتى اليافع ليستمعوا ..


وبعد وقتٍ طويل ترد كل الشوارع في آنٍ واحد وبصوتٍ واحد " أنت من خبأته في أحظاني يوماً ، وأنت من أخرجته للناس دوماً ، وأنت من سيكون مُستقبلاً ، ذا شأنٍ وذا رفعةٍ وسيذكرك الناس انك هرمٍ وتسود اُناسٍ وقوماً " ..


إبتسم الشاب ثم بدأ يخطو خطواته للأمام ، تلك الكلمات أثرت كثيراً في نفسه ، بدأ يثق بنفسه ثم يُفكر ، إنهم يحملون آمالاً كبيرة عليّ ، وربما نفسي لا تتحملها ، ماذا عساي أن افعل؟ هل تعلم؟ الرجال لا يتراجعون سأمضي وأرى ما يُخبئه لي زماني !


بدأ الشاب يمضي وإتجه إلى ذلك المعلم الجميل ، إنه الكولسيوم ، تجوّل في أنحائه ليرى ما يُخبئه بين جدرانه وخلف نوافذه ، فرأى عجوزٍ مُسن هُناك في أقصى تلك الزاويه ، قال له " ما جاء بك إلى هُنا يا بُني ، هل كنت تبحث عن شيء لعلي أساعدك؟ "


فقال له " ما هذا ، وما الذي انا فيه ، هل تستطيع ان تُخبرني عن هذا المكان؟ ولِمَ يأتيه الناس بكثرة من شتّى بقاع الارض؟ "

قال له " لِمَ أجيبك أنا على ما يتبادر في ذهنك وتتسائل عنه؟ إسأله أنت بنفسك سيُجيبك على كل تساؤلات ، هيّا جرّب ! " ..


مرةً أخرى يُعيد ذلك الشاب تساؤلاته " قُل لي من فضلك ، من أنت؟ ولِمَ كُل هؤلاء يأتونك من شتّى بقاع الارض؟ وما الذي يُميّزك ليكتّظ الناس بهذه الطريقه على ابوابك ؟ ولِمَ شكلك يبدو هكذا؟ من فضلك أجبني لدي تساؤلاتٍ كثيره ! " ..


قال له " أنا بيّت آبائك وأجدادك ، هُنا تجمّعت قطرات دماء أهاليك الأولين ، هنا يتذكر الناس آبائهم وأجدادهم من خلال تلك الأسماء ، ظلمني اُناسٍ كثير ، ولم يُنصفني اُناسٍ أكثر ، ولكنني كنت اعلم انك ستأتي يوماً لتُنصفني وتقدّر ما انا فيه " ..


فأجاب ذلك الفتى " أنا؟ لِمَ كل هؤلاء الناس يرون فيّ ذلك ؟ انا لستُ رجلاً خارقاً افعل كل شيء ! أنا من هنا ، من أرضكم وبقاعكم ، لم آتيكم من الفضاء لتطلبوا مني كل ذلك ، بالله عليك قُل لي كلاماً آخر غير ذلك الذي تفوّهت به ، أرجوك! " ..


قال له " بل أنت سماؤنا على الأرض ، وإن كُنت شاباً اليوم وتعتقد أنك محدود الإمكانيات ، ستكُبر غداً وتتذكر أحاديث كُل هؤلاء الناس ، وستعرف حينها أننا لم نخطئ أبداً عندما حدثناك بهذه المفردات ، وبهذه الصيّغ المتأمله والشديده التفاؤل " ..


أدار ظهره ذلك الفتى ثم رحل ، بدأ يمشي في الطُرقات فيستمع الى همهمات الناس عنه ، وتهامس كبار السن وصغارهم حوله ، ومع تلك الاحاديث يزداد إعجابه بنفسه ، وتزداد ثقته ويزداد اشتياقه لذلك المُستقبل الذي سيرى فيه كل ماقيل وسُمع !





كبُر ذلك الفتى وأصبح رجلاً ، وبدأ يشعر بمسؤوليه وأهميه أن تحمل آمال وأمنيات وأحلام شعباً بأكمله ، كان أشبه بكتابٍ جديد وفريد ، كُتب بلا قلم ، سُرد بلا أحرف ، وطُبع بلا حبرٍ ولا طابعات ، كان شيئاً إستثنائياً في كل شيء ، كل شيء !


أحرف ذلك الكتاب كانوا عشاقه ، أبوابه قلوبهم ، وفصوله مشاعرهم ، وغلافه كل جوارحهم ، من رحم الإعجاز وُلدت تلك الإسطوره لتُخبر كل العالم بصوتٍ خافت ، أنا جئت إليّك مثلما كان ذلك الشعب يتمنى ويحترق إنتظاراً ، لقد جئت !


سأزيح كل تلك السطور ، وسأجلس أعلى ذلك الكُرسي ، وسأصل إلى مكانةٍ لم يصل سواي وإياي ، ولن يُفكر أحد يوماً أن يُزحزحني منها ، وضع كُرسيه هُناك ، جلس ثم قلّب عيّناه مُتأملاً بل مُتحدثاً " هذا عالمي اليوم ، أين عالمكم الآن ؟ " ..


تتمحوّر حوله العُيون ، تدمع لإدراكها تلك اللحظه ، الشوارع تحتظن بعضها ، والمسارح تُغني له ، الأراضي بدأت بالإخضرار ، وبدأت الملاعب تُمطر ولهاً وشغفاً ، لقد أقبل يا رفاق ! نعم لقد أقبل ، أعدوا العِدة لإستقباله ، إنه قادم لا محاله !


رسائل الشُكر تنهال في أحضان تلك الأم ، شُكراً وتعبيراً عن الإمتنان لتلك الجوهره العظيمه ، ورسائل الشكر ايضاً تتمحور حول ذلك الأب ، الجميع فخور بإبنكم ، ليس فقط فخوراً به ، بل مُعتزاً بمعاصرته ، يا لها من لحظاتٍ خاصه ، يا لها من لحظات !


يرى في عيون أبناء شعبه عظمه الأحلام ، وتبدأ الصخور تحت أقدامه بالتفتت خضوعاً لذهب قدميّه ، كل شيءٍ في العاصمه بدأ يتغيّر ، الشغف إزداد ، الوله يكبر يوماً تلو الآخر ، والكولسيوم يكاد يُغيّر إسمه حُباً فيه إلى فرانشيسكو توتي !


عندما كُنت صغيراً كنت استمتع إلى عظمه الرومان في إمبراطورياتهم ، وما كان صنيعهم ، من يوليوس قيصر واغسطس ، إلى قسطنطين ونيرون ، لكلٍ منهم كانت أعمال تحكي عنهم ، وكنت اقرأ ويشدني جداً ما اقرأه ، واستغرب فعلاً لما اقرأه ..


ولكن احياناً عقلي لا يتقبل بعض الامور ، او بمعنى آخر " استكرها " ، ولكن لم يخطر لي يوماً انني سأعاصر أحد قياصرتهم وأباطيرهم ، ولكنني فعلت ذلك ، عشت كل تفاصيل بناء الامبراطوريه ، من الصقيع إلى اللهب ، من الحظيظ إلى السمو !


كنت اعيشه في اليوم ألف مرة ، ومع كل مرة كان يزورني ، كان يُحدثني ويشعر بما اشعر به ، كنت اذا تسائلت عن شيء يأتي إلي سريعاً مُلبياً ليُجيب ، ما رأت عيّناي ملكاً يُصغي إلى اصوات شعبه مثله ، ولم اشعر برقه مشاعر كـ تلك المشاعر قط !


كنت اقول " هل يشعر بما نكنه له ؟ هل يُدرك إلى أي درجةً نُحبه ونعشقه؟ هل يعلم حق العلم إلى أين وصل حُبه بنا ؟ " ..

كان يأتيني ويقول " إلى حد الجُنون ؟ أليس كذلك يا صديقي؟ ولكن هناك امراً ما أنتم كلكم لا تعلمونه ولم تدركوه " ..


تعجبت لحديثه ثم قُلت " وهل هناك شيء ما يخصك ولا نُدركه يا مُلهمي ؟ " قال نعم ! ، ثم قُلت " هلُمّ ، أخبرني ما هو؟ "

قال " أنتم جميعاً لا تُدركون أنني اشاطركم ذات الجنون ، بل فُتنت بكم قبل ان تعشقوني وتُحبوني " ..


" أيُعقل ذلك يا فاتني؟ وهل يُعقل ان تعشقنا أكثر مما نعشقك؟ لو أدركت ما نحمله لك بين صدورنا رُبما لن يتحرك لسانك من هوّل من نكنه لك ، بالنسبه لنا انت ثالثُ اساسيات هذه الحياه ، بعد الهواء المُستنشق ، وبعد الماء الذي تستمر به الحياه " !




ليس من السهل ان تصعد سُلم التاريخ وتصل إلى قمته بعد أن كنت هناك في أسفله ، خصوصاً وأنك لا تملك المقوّمات اللازمه والكافيه التي تُساعدك لصعود وتسّلق ذلك السُلم ، لكنك فعلت! أي عزيمةٍ تمتلك وأي إصرارٍ لديك يا مُلهمي !؟


رغم أنك كنت ترمق الطريق وترى هُناك عثره ، وبجانبها عراقيل ، وهناك لوحةً كُبرى كُتب عليها . .

(( الـــــفـــــشـــــل أقـــــرب للـــــواقـــــع . . مـــــن الـــــوصـــــول إلـــــى الــــنــــجــــاح )) !!


كان يصعد درجةً ثم يسقط ، يرقى بالأخرى ثم يعرج ، وفي كل مرةً يرى كُرسي هُناك في نهايه ذلك السُلم ، يلمع في عيّنيه ، يرمقه ويقول ، لن أهدأ حتى أجلس هُناك ، ما أقسى الظروف ، وما اصعب الواقع يا فرانشيسكو !


ولأنه كان رجلاً ذو عزيمه تكفي 1000 رجل ، كان يقول " الفارسُ الشهم ، لا يرمي سيفه ويهرب " ، وكنت كذلك!

كان يظهر كما عوّدنا دائماً ، وكما كان يُسمعنا " الرجال لا يسقطون . . والفُرسان لا يهربون " ..


خطوةً بخطوة . . درجةً بدرجه . . بدأ يتسلق ذلك السُلم حتى وصل إلى قمته . . بدأ يلوّح للشعب بيديّه الكريمتين . .

هُنا سنبدأ طريقنا يا قوم . . من هُنا سنلعن كُل العثرات اللعينه . . لنكن معاً كفاً بكف . . يداً بيد نحو مُستقبلٍ أجمل !


مُسحت السجلات ، ولُغيت الصفحات ، بدأ الملك يضع ختمه الملكي على مُجلدات كُتب التاريخ ، وإن سبقني إليك أحدٌ غيري ، إلا ان بصمتي لم يجرؤ أحداً على وضعها قبلي ، ولن يفعل أحداً ما فعلته أنا حتى بعد أن اغادر ، ثق بذلك ايها الكتاب اللعين!


فُتحت أبواب الامبراطوريه على مصراعيّها ، وتم إعلان تقلّد الإمبراطور الجديد وتسلّمه مقاليد الحُكم ومفاتيح الإمبراطوريه ، الآن سيبدأ عصرٌ جديد في عهد هذه الامبراطوريه ، عصرٌ مُختلف ، سيتذكره الناس كثيراً وربما لن ينساه أحداً قط !


توّجه الملك إلى تلك القاعه المُثيره ، كانت غريبه الشكل ، ولا يدخلها احد الا في وقت الإجتماعات المُهمه والعاجله ، كان يسمع تمتمات اُناسٍ يعرفُ اصواتهم جيداً ، ولكن مسمعه لم يكن يُميزهم بعد ، إقترب من ذلك الباب حتى فتح الباب ودخل ..


وجد اُناسٍ يعرفهم يتشاورون فيما بينهم فيما يخص امبراطوريتهم الجديد ومليكهم الجديد ، دخل والابتسامه تغمّر عيّنيه ، وبمجرد دخوله صمت الجميع ، فقال " لِمَ سكت الجميع.؟ ألم تكونوا تتشاورون في أمرٍ ما ؟ أكمل مشورتكم ! " ..


فقالوا " كُنا نتشاور يا ملك فيما يخص إمبراطوريتنا وكيف سيُنظر لنا العالم اليوم ، وكيف سنُعامل وبِمَ سنُعامِل ، لابُد وان اموراً كثيره ستتغير مُنذ هذه اللحظه ، ولكن يكون هناك شيئاً مُشابه لذلك الواقع الذي عشناه بالأمس قبل قدومك وتقليدك هنا " ..


فقال " نعم ، الامر كذلك ، الامور ستختلف كُلياً ولا خلاف ولا جدال حول ذلك ، سنضرب لهم جميعاً مثلاً في كيفيه الإنتماء ، سنعطيهم امثله في العشق ، سيتناسى العالم بعدها أي قصةٍ ذُكرت قبلنا ، وسنكون نحن المثيل الوحيد " ..


" لن يتذكر الناس روميو وجولييت في فيرونا ، ولن يعرفوا قيسٌ وليلى وعنترٌ وعبله في بلاد العرب ، ولن يهمهم ابداً قصة جدّنا يوليوس مع الفاتنة المصريه كليوباترا ، حتى آيروس وفينوس آلهة الحُب سيُدفن ذكراها ، صدقوني سيحدث! " ..


الثقه كانت مُفرطه من جانب الملك ، الحضور كان مُتعجب من ذلك الحديث ، رغم أنه في كثيرٍ من الأحيان لم يكن يصدق ما يُتلى على مسامعه ، كيف سنطوي ذكرى اُناسٍ ذكرهم التاريخ وعرفناهم من خلاله؟ كيف سنزحزحهم ونحتل مكانتهم ؟؟ ..




كانت له خلطةً سريه لا يعرف اسرارها و لا يُجيد طهيّها إلا فرانشيسكو ، رائحتها شهيّة ومُذهله ، يشمّها الجميع ، ولكن الاجمل من ذلك كُله ، ان لا احد هُناك يجرؤ على تذوقها وإستطعامها إلا العشاق المجانين المُتيّمين ، أي عظمةٍ هذه!

 

علمتني أن النجوم في حضورك , لا تليق بهم إلا أدوار الكومبارس ,
علمتني ان الأساطير في حضورك , لايُتقنون إلا الخضوع تحت قدميّك ,

علمتني أن للقمر نصفٍ مُضيء , لا نُشاهده إلا برؤيه وجهك ,
علمتني ان طاقه الأساطير محدوده , بينما طاقتك لا تحتاج إلى شحن !

علمتني أن المُتربص بك , مهما بلغ دهائه , سيسقط أمامك رافعاً رايته البيضاء ,
علمتني أن الحاقد , مهما زاد بغضه , سيُفرم بين مطرقه دهائك , وسندان ذكائك ,

علمتني أن الشمس حتى وإن غابت , ومضات سحرك تُنير طريقنا ,
علمتني ان الشمس حتى وإن غابت , قنديل مُتعتك يكون لنا مُرشد ,

علمتني أن العين حتى وإن فُقأت , سحر جنابك يكون عيناً نرى بها ,
علمتني أن الحياه طريقين , الأول يقود لفرانشيسكو , والآخر يُؤدي إلى توتي ,

علمتني , وعلمتني , وعلمتني , ولازلت تُتقن تعليمي بكُل ما أجهله ,
فما كُنا لك إلا تلاميذٍ , وما كُنت لنا الا نِعم الاُستاذ , وخيّر المُعلم !

 

بل وعلمتني شيئاً أعظم من ذلك كُله :

 

(( أن الــــطـــريــــق حـــتـــى وإن كــــان مُــــغــــلــــق . . فـــإن الــــمــــلــــك حــــتــــمــــاً ســــيــــمُــــر! ))

 

لا شيء مُستحيل ، هكذا تعلمت .. لا شيء مُعجز! إلا وجودك بيننا !

لا شيء يستحق البُكاء .. هكذا أيقنت .. إلا رحيلك الذي يقتلني !

 

لا شيء يحتوى العظمه . . أكثر من وفائك !

لا شيء يحتظن الكبرياء . . أكثر من عشقك !

 

لا شيء يستحق التصفيق . . إلا حضورك وإطلالتك !

لا شيء يستحق ان تحلُم به . . أكثر من فرانشيسكو !

 

أنت لست مُجرد حلم . . أو حتى مُجرد أمل !

أنت قصه نجاح . . وُلدت تحت أنقاض الفشل !

 

أنت لست مُجرد إسطوره . . أو حتى نجمٌ فريد !

أنت قمرٌ يمشي بيننا . . ويُضيء قلوبنا صبُحٍ وعشيّه !

 

أنت لست مُجرد ملك . . أو شخصٌ يحكم القلوب !

 أنت قصة عشق مُذهله سكنت في قلب الكراهيه !

 

أنت لست روما . . بل روما هي توتي !

كل شيء يتذكرك . . وبك يتذكرون كل شيء !

 

كل شيء يُحبك . . وبك يعشقون أي شيء !

كل شيءٍ يحلُم بك . . حتى وأعينهم مفتوحه !

 

يااااه ! أي عشقٍ هذا ، وإلى أين وصلت بنا !

مهما قيل وقالوا ، لن يفهموا ما نشعر به !

 

ومهما نحن قُلنا لهم ، لن يفهموا ويستوعبوا ماذا تُمثل لنا . .

تباً لنا ، لو سألونا لِمَ تعيشون سنُجيب . .

 

لكن إن قيل لنا لماذا نُحبك ونعشقك . .

بربك قُل لي . . بماذا سنُجيب؟ ستُشل ألسنتنا !!!

 

 

 

 

 

إصابةٍ شنيعه تفتك به , الأطباء يُؤكدون له , ذهابك في ذلك الطريق مُستحيلاً ,
ما أخبرتنا به الطبيعه نُكرره على مسامعك , للأسف هذا هو الواقع المرير ,

عُذراً لكُل مُعادلات الطب , عُذراً لكُل أشعتهم وتشخيصاتهم , الامر لا ينطبق عليه ,
ألا يعلمون بأنك الملك خارق لكُل قوانين الطبيعه ؟ خارج عالمها ومدارها ؟

ألا يعلمون بأن إختلافه عن الجميع , أمرٍ بديهي , أمرٍ طبيعي , أمرٍ إستثنائي ؟
ألا يُدركون أن ما يُطبّق على البقيه , لا يصح تطبيقه عليه إطلاقاً ؟

بإراده الملوك , بمُعجزات الأساطير , ينهض الملك بعد ذلك السقوط المُؤلم ,
ها أنا ذا يا تاريخ , هل تلعب معي مُجدداً ؟ أنا لك , هيّا بنا نلعب جولتنا الاولى ,

يعود الملك لتلك الساحه التي لطالما تألق فيها , لطالما نثر فيها ابداعه ,
من ساحه المجد يخضع التاريخ , هكذا تُعنوّن كُل تفاصيل الطبيعه ,

في مونديال برلين , التتويج باللقب وإعتلاء المنصه امر كان مُستحيلاً ,
أشد المُتفائلين لم يتوقع حدوث ذلك , ولكن بالغرينتا تحدث كُل المعجزات ,

في وقتٍ الأزمات تظهر الرجال , وفي وقت الشدائد تُصنع المُعجزات ,
هذا ما حدث في بلاد الألمان , وهذا ما تم صُنعه في قلبكِ يا برلين ,

ليس ذلك فحسب , الملك أبى إلا ان يضع بصمته في تلك الساحه الأنيقه ,
قدّم أحد أجمل بطولاته مع الاتزوري , أداءٍ مُذهل , راقي , مُدهش ,

يستغرب له من لم يعيش تفاصيله عن قُرب , بينما عُشاقه , إعتادوا على ذلك ,
إعتادوا على إعتلائه لقمه التاريخ , إعتادوا على عبثه به وبكل سجلاته ,

من إصابةٍ شنيعه , لعينه , مُؤلمه , بائسه , وبصفائحٍ معدنيه مُقيته ,
إلا بطلاً للعالم , وأفضل صانع اهداف , وأبرز نجوم البطوله ,

لا عجب في ذلك إطلاقاً , لأنك توتي , يبدو لي الامر إعتيادي ,
ويبدو لغيري أمرٍ إعجازي , لأنه لا يُدرك أدق تفاصيلك !

 

 

 

 

في اوقاتٍ ما , يشعر المُتيّم بأقصى درجات الطمأنينه , يعيشها بهدوءٍ كبير ,
وعلى النقيض تماماً يعيش الكاره , كوابيسٍ تُؤرق حياته , وتُعكر صفوه ,

ليست مسأله كُره قدم , أو أداءٍ في ملعب , أو كمٍ مُعين من الأهداف ,
المسأله تتجاوز كل تلك الحدود بسرعةٍ كبيره وفائقه للغايه ,

في ذلك الملعب ترى منه سحراً مُباح , يُمتع ناظريّك ويُنعش فُؤادك ,
وخارج الملعب , تراه نموذجاً إستثنائيه , وقدوةٍ عظيمه يُحتذى بها ,

في ذلك الموسم , وبعد أن توّج نفسه بطلاً على كُل ذلك العالم ,
كان لابُد وأن يكتمل فصل تلك القصه , بنقشاتٍ ملكيّه , كما إعتدنا ,

موسمٍ خُرافي , أداءٍ خيالي , وبمركزٍ مُختلف عما كُنا نشاهده فيه ,
أي جبروتٍ تحمله في جُعبتك , وأي إبداعٍ تفقأ به عيّن المُحايدين ؟

في ذلك الموسم , المسأله لم تكن مُجرد عدد اهداف , او مُستوى مُعين ,
لا , بل الامر فاق ذلك بكثير , حتى اصبح يحتار هذا , ويتوه ذاك ,

الأول يتسائل , ثم يطرح سُؤاله على من حوله , لعله يجد إجابه ,
يا ترى , أي أهدافه أجمل؟ , يا ترى , أي أهدافه أعظم ؟

فتكون الإجابه , عُذراً يا صاح , لطالما كان بكمال صورته عظيم ,
فلتعذرني يا صاح , لطالما كان كذلك , بجمال مُتعته أنيقٍ و جميل ,

هدافاً للكالتشيو , هدافاً لأوروبا , صاحب الحذاء الذهبي , وبمركزٍ جديد !
أي عظمه إعتدت على الظهور بها ؟ , أي جُنونٍ تُريد ان توصلنا إليه ؟

تزداد درجات الغليان في قلوب العُشاق , كُلما شاهدوا صورةٍ لك ,
تزداد نبضات أفئدة المُتيّمين , في كُل إطلالةٍ جديده للملك ,

عواطفٍ لا توصف , مشاعرٍ لا تُحصى , أحاسيس لا تُدرك ,
جوارحٍ لا يُستطاع التحكم بها , ماذا فعلت بنا يا مجنون؟

المكان : بين قلب المُحب وعقل الكاره , الزمان : عصر فرانشيسكو ,
الوقت : عندما تنبض قلوب العُشاق , وتنطق بلا لسان !

 

 

 

بعد معاركٍ عديده مع ذلك التاريخ , وبعد جولاتٍ مُتعدده مع عدو الامس ,
وبعد أن ضاقت به الطُرق , وكاد ان يُقطع نفس ذلك التاريخ ,

قرر التاريخ ان يرفع رايته البيضاء , مُستسلماً لذلك الرجل الذي لم يعرف اليأس ,
إعذرني يا فرانشيسكو , طاقتي بدأت تنفذ , لا استطيع المُقاومه وإكمال الجوله ,

فرانشيسكو يُحطم ذلك التاريخ , يُخضعه تحت أقدامه , ويكسر كبريائه ,
بعد أن صمد رقم " نوردال " لأكثر من نصف قرن , وبعد ان عجزوا عنه ,

جاء فرانشيسكو ليُسقط ذلك الجدار بفأسه , ويهدمه بعد أن كان سداً عالياً ,
وكأنه كان يُحدث الجميع , سأبقى صامداً طويلاً , حتى يأتي فرانشيسكو ,

أتى ذلك الرجُل , فما كان لذلك الجدار إلا , أن يركع ويستسلم لعظمته وجبروته ,
كان ولايزال كـ البحر , عطائه وفيراً , وغدره مُؤلماً , هكذا كُنت يا توتي ,

تمت إزاحه ذلك السويدي , من المُقبل يا فرانشيسكو؟ إنه بيولا ,
لنحزم الحقائب معاً , مُستمتعين بتلك الرحله , التي لن تكون طويله !

تمر الأيام , وتمضي السنون , ويُنسى مُدرج الكولسيوم ويُمسح من الذاكره ,
هل هو في روما؟ نحن لا نعرف مَعلمَاً في روما سوى فرانشيسكو توتي !

هذا ما عرفناه معك . . وهذا ما فعلته أنت بذلك المُدرج التاريخي ,
الذي أصبح بفعلتك ماضٍ , تُراث , يُذكر في الروايات فقط لا اكثر !

في صفحات هذه الحياه , نجد مقولةٍ تاريخيه هُنا , وحكمةٍ تُراثيه هُناك ,
بعضها يكون صحيحاً و واقعياً , والبعض الآخر يكون مُجرد هرطقه !

لعل ابرز تلك المقولات هي " لكُل مُجتهدٍ نصيب " , ما أكذبها !
ألم يُشاهدوا كمّيه الإجتهاد الفضيعه التي قام بها ذلك الفتى الاشقر؟

ألم يُشاهدوا كميّه العمل الذي قام به , والذي سطّره في مُختلف الملاعب؟
ألم يُشاهدوا كميّه الأداء ما بين قميصٍ أحمر هُنا , وآخر أزرق هُناك ؟

لا تقُل لي لكُل مُجتهدٍ نصيب , أرجوك صحح تلك المعلومه وغيّرها ,
قُل لكُل مُجتهدٍ إهمال , ولكُل بقرةٍ حلوب , إنجازٍ غير مُستحق ,

هكذا يبدو الأمر عادلاً , وهكذا تبدو الصورة واضحه , وغير مُشوشه ,
إصدقني القول ولا تضع لي وسادةٍ قبيحه لأنام عليها !

 

لمثله يصحُ قول ((  التاريخ يخضع . . وأرقامه تركع )) !!



مُنذ اللحظةِ الأولى , وفصول الحياه تُعيد نفسها كـ شريط الذكريات ,

بهجةٍ هُنا , وفرحةٍ هُناك , سعادةٍ هُنا , واُنسٍ هُناك ,

تُلامسها قلوب العُشاق , وتعيش معها كل التفاصيل بلحظةٍ واحده ,

مشاعرٍ وأحاسيس , لا حصر لها , ولا تعداداً يُحصيها ,

قصةٍ كُتبت بدموع السنين , وروايةٍ سُردت بدماء الإنهاك ,

أصغر تفاصيلها لا يُمكن ان تُروى , بل تُعاش وتُحس ,

رجُلٍ ذو جيناتٍ مُختلفه , تجعل منه إستثناء في كُل شيء ,

مُستثنى من المُقارنات , من الإحصائيات , من النقد ,

رجُلٍ نصب كُرسيّه فوق هامات سُحب التاريخ ,

جلس هُناك , وبدأ يتفرج على من يستطيع اللحاق به ,

هل يستطيع ؟ رُبما فليحاول؟ عُذراً يا تاريخ , لا غلبةٍ إلى لفرانشيسكو ,

دعهم يُحاول مراراً وتكراراً , المحاوله للوصول إليك شرف ,

ولكن الوصول إلى أخمص قدميّك يكاد يكون أمراً مُستحيلاً ,

هكذا كانت تفاصيل المُحاولات , وهكذا كان الفشل شريط نهايتهم ,

كُل عام , وأنت للمُتعه عنوانها , كُل عام وأنت للسحر أصله ,

كُل عام , وأنت للعُشاق ملكٍ , وكُل عام وقلوبهم كُرسي مملكتك ,

كُل عام وأنت للتاريخ سيداً , وكُل عام والتاريخ لحضرتك يخضع ,

كُل عام وأنت للملعب مُعلماً , وكُل عام , والملعب لجنابك ينحني ,

كُل عام , وأنت للكُره اُستاذها , وكُل عام والكُره لك خير تلميذ ,

كُل عام , وأنت للقلوب مُلهماً , وكُل عام والقلوب لك أسيره ,

كُل عام , وأنت للكارهين كابوساً , وكُل عام , لهم خير مُلجم ,

كُل عام , وأنت للحاقدين عثره , وكُل عام , وأنت وحشه قبور ,

كُل عام , وأنت للإعلام مُخرس , وكُل عام , وأسلوب الرد أعظم صفعه ,

كُل عام وأنت للقلم إلهام , وكُل عام , والقلم لك لسانٍ مشلول ,


 

 

# خــــــاتــــــمـــــة . . 

 

 ما كُتب , لن يُنصف جُزءاً بسيطاً , من تلك الأحلام التي لامسناها معك ,
كُل ما دوّن , لن يُضيف لتاريخك شيء , وسيكون جداً مُتواضع بحقك ,

كُل ما كُتب , ما هو إلا شيءٍ بسيط , نُقدمه للملك في يوم ميلاده ,
مُناسبةٍ قوميه , شعبيه , وطنيه , نحتفل بها نحن شعب الرومانيستا ,

نعيش أجمل تفاصيلها , ونُكرر أحلى ذكرياتها , في كل عام , في ذات اليوم ,
أعذر ذلك القلم لتواضع مُفرداته , اعذر ذلك القلم لتواضع ما خطّه ,

كُل عظيمٍ يتواضع في حضرته , هكذا إعتدنا , وهكذا عوّدنا ,
وهكذا كان حاضرنا الجميل , في حضره ذلك الملك الأنيق ,

كُل عام وأنت بخير , وكُل عام ونحن لك أعظم عاشقين ,
كُل عام وأنت بخير , وكُل عام ونحن لك أجمل مُتيّمين ,

كُل عام وأنت بخير , وكُل عام ونحن لك أكبر مجانين ,
كُل عام وأنت بخير , وكُل عام وعقولنا تنام في جيبك !