- مــــــُـــــقـــدمــــه . . .
احياناً تكون هناك مناسبات خاصه ، له ذكريات سابقه واحلام قادمه ، يترّقبها المرء بشغف ، فإذا هي وصلت ، عد لها ما يعتاد به العاشق الشغوف ، الذي ينتظر لقاء حبيبته ويحسب لرؤياها كل الثواني ، هو يعلم في قرارة نفسه انها قد لا تكون بذات الاهتمام بالنسبه لغيره ، لكنها بالنسبه له تعني الكثير والكثير ، يصوّرها في عقله كأنها هلال في ليلٍ أسود ، او خاتم في اصبع حسناء ، او حتى عصا يحتضنها مُسن كفه تشقق من عناء السنين ..
- لـــــيـــلــــةٍ خــــــــاصــــه . . .
قبل ان يبدأ الموسم ، يتحدثون عنها هناك في روما ، الكل يتناقل الحديث ، كيف ستكون روما هذه السنه ؟ هل ستتلون بألوان الدم ، ام ستكسيها ألوان السماء ، لكلٍ فيهم امنيات ، هذا يتمناها لمن يعشق ، وذاك يريدها لمن يُحب ، وبين هذه و تلك هي فعلاً . . ( لـــيـــلـــةٍ خــــاصـــه ) !!
عند اقتراب موعد هذه الليله ، تُقرع الطبول و تُدق الاجراس والنواقيس ، كل شيء في عاصمة الرومان يتأهب ، والاعلان عن اقتراب موعد ليلتهم الخاصه تراه في كل شيء ، في عيون الشوارع ، في قلوب المسارح ، على رؤوس القِلاع ، وفي عقول كل الملاعب ، كل شيء يتحدث ويقول لك ، يا عزيزي انها ليله الديربي !!
- طــــــقــــوس الــــديــــربـــي . . .
دائماً تكون طقوس المباريات إعتياديه ، امر يدركه اي متابع لكرة القدم ، من احاديث صحفيه ، الى اعجاب بخصم واحترامه ما قبل المباراه ، ثم عمليات احماء وخوض لقاء مثلما جرت العاده ، هذا فيما يخص المباريات الاعتياديه ، اما فيما يتعلق بلقاء الديربي فالامر مختلف تماماً !
لا افضليه لفريقٍ على فريق مهما كانت اوضاع الفريقين ، المباراه لا تلعب في الملعب فقط ، حتى في المدرجات ترى ديربي ايضاً ولكن بشكلٍ مختلف ، عمليات العنف والشغف تراها مرأى العين ، قوات الامن العامه تحاصر الملعب ، لا امان ابداً في ليلةٍ كهذه ..
اما مسأله الفوز فذاك امر اخر ، الامر لا يكون مجرد 3 نقاط ، مع صافرة الحكم ، يُحيي الفريق الفائز جنازه الفريق الخاسر ، فيحمل نعشاً تزيّن بشعار الفريق المهزوم ، في اشارةٍ لعلو كعب الفريق الفائز ومدى قوته ، هذه احد طقوس ليله العاصمه الخالده ، إنه الديربي يا عزيزي !
- مــــقـــولــه خــــــالــــده . . .
هي ابرز واعظم تصريحات مدرب الذئاب رودي غارسيا عن هذه الليله ، مُنذ الموسم الاول كان يُدرك قيمه الديربي بالنسبه للفريق و الجماهير والمدينه بأكملها ، رودي غارسيا يقول عن هذه الليله " الديربي لا تلعبه ، الديربي تفوز به " .. دلالةٍ واضحه و صريحه على ان لمباراه الديربي اهميه عظيمه ، يفعل فيها المرء كل شيء من اجل الفوز ، حتى لو اضطر لقتل نفسه في الملعب من اجل تحقيق ذلك ، الفوز ليس 3 نقاط ، الفوز تسيّد مدينه ، انه الديربي يا عزيزي !
- خــــــاتــــمـــه . . .
كل شيء في مثل هذه الليله قد يحدث ، لا الحسابات تُفيد ، ولا الحذر يغيّر الواقع ، تبعات الفوز والخساره في هذه المباراه ابعد مما تتخيل ، لمدة نصف عام الكل يتحدث عن سيّاده المدينه ، تسمع الاصداء في محطات الراديو ، تشاهدها على قنوات التلفاز ، حتى عندما تتجول بين الازقة في الشوارع تسمع الاصداء من عامّة الناس ، اما تكون روما حمراء بلون الدم ، واما ان تصبح زرقاء بألوان السماء ، ولكن الشيء الذي لا يختلف عليه احد ، هو ان الديربي ( ليلةٍ خاصه ) !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق